Voice of Preaching the Gospel

vopg

هل كل زواج من الله؟ إن الزواج التجاري كزواج أخآب وإيزابل حيث كلا الزوجين يطلب المزيد، وزواج الفرصة المتمثّل في زواج إبراهيم وهاجر.

أما زواج الإرشاد الإلهي فيظهر في زواج إسحاق ورفقة. ومن الغريب أن الكلمة الإنجليزية husband جاءت من كلمة إنجلوسكسونية معناها "رباط البيت" - أي من يحفظ من التفكك. أما المرأة الحكيمة الفاضلة فهي "تاج فوق رأس زوجها"، ويكون الاثنان جسدًا واحدًا. والجسد يتكوَّن من رأس وجسد لكنهما جسد واحد في الحبّ، والخير الروحي، والمسؤوليات، والعقل، والتضحية، والنسل، والعمل، وراحة الغير.
الزواج فنّ وليس همّ، والبيت ليس قيمته أثناء الليل بل المسرح الذي تتمثّل فيه أعظم حوادث الحياة ومدرسة الفضائل. وما رأيك لو كان "كل الجسد مريض وكل القلب سقيم من أسفل القدم إلى الرأس" (إشعياء 6:1)؟ كان يسوع على الأرض أعظم طبيب نفساني سماوي يشفي، ويشارك، ويبارك، ويغفر الخطايا، ويسامح المسيئين قبل تطوُّر علم النفس ونظرياته.
شكت سيدة لراعيها أنها تكره كل صديقاتها فسألها: ما دمتِ تكرهين صديقاتك، لا بدّ أنك تكرهين نفسك! فاعترفت بخطية قديمة ثم انحنت معترفة ونالت الخلاص. فلنتأمل معًا في:

أولًا - العلاقات الزوجية
إن العلاقة الزوجية هي أسمى علائق الحياة "من يحب امرأته يحبّ نفسه... أما المرأة فلتَهَبْ (تحترم) رجلها." (أفسس 28:5 و33)، والحب ثلاثة أنواع: أولهما الحب الكاذب وهو الأناني، والحبّ الطبيعي ويهتم بالعلاقات الجسدية، والحب الزواجي الذي يطلب الكل ويصير الإثنان جسدًا واحدًا. إن المحبة الزوجية المتبادلة تعزّز القيمة الذاتية في الآخر مما يولد زوجًا صالحًا وزوجةً صالحةً. إنه عطية الله. قد يختلف الواحد عن الآخر، لكن الزواج طفل لا يموت بل ويمكن أن يعيش مرة ثانية. فرّق دائمًا بين الغضب والغيظ، فالغضب يؤدّي إلى الكراهية والمكر والمرارة. "اغضبوا ولا تخطئوا". ويزرع مشاعر عميقة تشعل نارها في الخفاء ثم ينتقم. لذلك قال المسيح: "نيري هيِّن" مفصَّلٌ على قدّ شخصيتك وطبيعتك البشرية. "وحملي خفيف"، فالمسيح يضع عليك النير المناسب ولن يتخلّى عنك. ادرسوا زواجكم فالزواج كتاب مفتوح يقوم على العهد بين شخصين تراضيا على العيش معًا. فاللمسة الحانية تنهي الخلافات والبسمة المعبّرة تعالج الحرمان.
قبل دخول أحدهم غرفة عملية فتح قلب جاءت إليه ممرضة حسناء لتقول له: "إننا خلال هذه الجراحة سيفصل قلبك عنك وستبقى حيًّا بفضل الأجهزة الآلية وخلال ستة ساعات لن تستطيع التحرّك أو التكلّم ثم يُعاد إليك قلبك. تحسّس يدي، فسوف أمسك بيدك حتى تفتح عينيك، لا أهملك ولا أتركك."

ثانيًا: المشاكل العائلية
كيف تعالج المشاكل العائلية؟ فكّر ولا تعكّر، سلّم ولا تستسلم. الأمل يدعم الحياة فلا تنسحب. شارك وعش حياتك. إن الزواج هو تعاهد على الوفاء والأمانة والصدق والصراحة. قال المسيح: "من يتبعني فلا يمشي في الظلمة بل يكون له نور الحياة." إن كلمة شكر تشتقّ من أصل الكلمة نعمة، لذلك في رسالة العبرانيين يقول الرسول بولس: "ليكن عندنا شكر" وهي أيضًا ليكن عندنا نعمة بها نخدم الله (عبرانيين 28:12). ما هي الأسباب إذًا التي تهدّد عشّ الزوجيّة؟
أولًا، الكذب المرضي والاكتئاب النفسي. اختبأ آدم وحواء بعد السقوط ولام أحدهما الآخر ومن هنا بدأ صراع الحياة والرفض والتهديد. ثم السرقة التي قد تكون لإرواء النفس، أو للانتقام، أو لأغراض خيرية وله عقاب من الله (يشوع 11:7) أو العنف أو ضرب الواحد للآخر "ولا ضراب" (1تيموثاوس 3:3)، والحلّ أن الميلاد الثاني يحرّرك من الهمجية (العتيق) والتجديد يقودك إلى الغيرية "صرت للضعفاء كضعيف" (1كورنثوس 22:9). هل تحاول تغيير زوجتك؟ قد تحتاج أحيانًا أن تغيِّر نفسك أولًا. قيِّم الموقف والفرصة الثانية، فالزواج لا يخلو من المشاكل التي هي طريق الألفة والاشتياق. قد تكون بحاجة لأن تغفر لشريك حياتك أخطاءً مضت، أو مقاومة أحدهما مضاعفة النزاع والعزلة والضجر وإجهاد الأعصاب وتقدّم السن. فمصنع تحويل القمامة إلى وقود منتج وطاقة هو ما يفعله الله بنعمته لمن يعانون الأذى والضرر "وأنت متى رجعت ثبِّت إخوتك".

ثالثًا: الدليل النفسي
بديهيًا الهدف من الكتاب المقدس ليس أن يقوم مقام كتاب طبي، والدليل النفسي لا يعالج الإحساس بالذنب، والقلق، والرفض، وعدم الأمانة، والأولويات الخادعة، والأنانية. كذلك المعرفة يلزمها الاختبار الروحي. تنقسم الحياة العقلية إلى الشعور واللاشعور، الأولى تتكوّن من تفكير الإنسان في حالته الراهنة أما اللاشعور فيشمل الخبرات السابقة والذكريات المؤلمة والعواطف التي لا يريد الإنسان استرجاعها ويحتوي أيضًا على صورة الله (جامعة 11:3)، والصورة الموروثة من آدم (مزمور 5:51). هل أنت مستعد أن تصغي؟ قيل عن يوحنا: وهو أيضًا اتّكأ على صدره يسوع وقت العشاء... و"خرافي تسمع صوتي".
ليس طبيعيًا كزوج وزوجة أن نشارك بعضنا البعض جسديًّا ونبقى منفصلين روحيًا "مستأسرين كل فكر إلى طاعة المسيح" (2كورنثوس 5:10).
صلّى أغسطينوس مرة "خلصني يا إلهي من كل خطاياي... ولكن ليس الآن." واحتجّ ضميره، فصرخ: "خلصني يا إلهي من كل خطاياي ما عدا خطية واحدة." ولم تهدأ نفسه حتى صلى: "خلصني من كل خطاياي الآن." فخلص.
تبدأ العلاقات الزوجية في أفسس 21:5 بالخضوع "خاضعين بعضكم لبعض في خوف الله." (أفسس 21:5) ويبدأ بالمرأة لأن خضوعها بركة لكل العائلة، وخضوع الرجل يعني تفهّمه الموقف والتصرّف الحسن "في الربّ... كما للربّ... كما يليق في الرب." (1كورنثوس 39:7 وأفسس 39:5 وكولوسي 18:3)
سأل مرة أحدهم: كيف أعرف أني إنسان؟ فكان الجواب: لن تكون إنسانًا إذا لم تعرف هذا: هل تعلم لماذا اهتم الله بزواج خادمه (لاويين 13:21-15)؟ إن تزوج بعذراء تكون أول وآخر من يحوز على قلبها وتخلو حياتها من الذكريات المعطلة وترضى بمعيشته وخدمته.

رابعًا: إلإلتزام النعموي
إن الزواج فلسفة في اختيار الآخر، وبعد الزواج في التعامل، والمشاركة، والمشاعر، والتفكير معه. ثم يتميّز الزوجين بالحرية، والفردانية، والتكامل الاجتماعي، والتوتر الديني. إنها عملية تحقيق الحياة في الشخص الذي يودّ أن يحبّه ويتودّد في دفئه "لا تحنث بل أوفِ للرب أقسامك." (متى 33:5) أي لا تخالف عهدك بل أوفِ للرب ما نذرته له. المرأة المتزوجة تهتم فيما للعالم كيف ترضي رجلها... والرجل المتزوّج يهتمّ فيما للعالم لكي يرضي زوجته. (1كورنثوس 32:7)
يُقال عن الحيوانات المفترسة آكلة اللحوم: يقوم الذكر بالافتراس طوال فترة حمل الأنثى حتى تأخذ حظّها من الراحة ويزوّد الصغار ويحمي زوجته. في 1كورنثوس 11:5 يبدأ الأصحاح بجريمة دائمة الحدوث والظاهر أن المرأة لم تكن مسيحية لأن اللوم موجه للرجل "فضيحة عظيمة"! وكان قرار الكنيسة حرمان المذنب. "لا تخالطوا الزناة"! والفعل هنا يدل على اجتناب الاختلاط الاجتماعي (2تسالونيكي 14:3) أي القطع والحرمان وامتناع التزاوج به (1كورنثوس 14:3). "وإلا فيلزمكم... أن تخرجوا من هذا العالم". إن ربنا لم يمتنع عن مؤاكلة العشارين والخطاة. طبّق بولس هذا الحرمان على الحياة النجسة، والممارسات الوثنية، والكلام القبيح، والسكر، وهي خطايا واضحة. وفي 2تسالونيكي 6:3-14 كما نرى أيضًا أن الحياة بلا ترتيب وعصيان تجيز الحرمان وكذلك الشك في عقيدة التجسُّد "فليكن أناثيما". ويضيف بولس: "لا تحسبوه عدوًّا بل أنذروه كأخ." فالعزل لا يمكن أن يكون مستمرًّا لئلا نقع في خطأ الفريسية، بل أن يكون مقترنًا بالمحبة (غلاطية 1:6-2). إن الشعور بالذنب نعمة والتردُّد في المصالحة نقمة، أما الانتقاد والبحث عن عيوب الآخرين مصيبة كبرى! من هو ضعيف في الإيمان لا تحاكموه وإنما اقبلوه (رومية 1:14-12)، أي اغمروه بالمحبة وشاركوه في الخدمة (يوحنا 16:21).
ذكر بولس أن بعضًا ممن ارتبطوا بالزواج مع عدم المعاشرة أثناء الخطبة، للتفرّغ للخدمة إذا تجاوزت عذراؤه "خطيبته" الوقت ولم يستطعْ أن يصبر، لا يخطئ فليتزوجا. هذا هو المقصود "يضبط عذراوية خطيبته" أي أن الزواج هنا لأجل خدمة المسيح. وفي الشرق الأوسط الفتاة البالغة سن الزواج خاضعة لمشيئة ذويها لا سيما لأبيها تحت ضغط أي ظروف حسنة أو اضطهاد أو عقيدة سرعة مجيء الرب (أيام حياة الرسول بولس) - لا بد أن يحميها. ويؤكد بولس أنه يقدم حكمه الخاص في هذه المسألة التشريعية كما ألهمه الروح القدس. "وأظن أني أنا أيضًا عندي روح الله." (1كورنثوس 25:7-40).

فاقتربا إلى الأمام    واقتبلا العهد الجديد
يرعاكما رب السما   بنِعم العيشِ السعيد

المجموعة: كانون الثاني (يناير) 2021

logo

دورة مجانية للدروس بالمراسلة

فرصة نادرة تمكنك من دراسة حياة السيد المسيح، ودراسة حياة ورسائل بولس الرسول. عندما تنتهي من هاتين الدراستين تكون قد أكملت دراسة معظم أسفار العهد الجديد. تتألف كل سلسلة من ثلاثين درسًا. تُمنح في نهاية كل منها شهادة خاصة. للمباشرة بالدراسة، أضغط على خانة الاشتراك واملأ البيانات. 

صوت الكرازة بالإنجيل

Voice of Preaching the Gospel
PO Box 15013
Colorado Springs, CO 80935
Email: عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.
Fax & Tel: (719) 574-6075

عدد الزوار حاليا

213 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع

إحصاءات

عدد الزيارات
10629558