Voice of Preaching the Gospel

vopg

بقلم رجل الفضاء تشارلز ديوك – رحلة أبولو 16
حقًا أني كنت متوترًا، لأن كل جزء من كياني ارتجف على رجرجات محرّك صاروخ ساتيرن 5.

بعد مضي ست سنوات من التدريب المكثّف لرحلة أبولو-16؛ وهي البعثة الخامسة إلى القمر، كنت متلهّفًا لأبدأ رحلتي. كنا نحن الثلاثة، جون يونغ وكِنْ ماتنغلي وأنا مربوطين إلى مقاعدنا نعدّ الثواني الأخيرة للانطلاق 5، 4، 3، 2، 1.
ثم أصبحنا في الفضاء الخارجي بادئين أحد عشر يومًا من أكثر الأيام إثارة في حياتي. كانت رؤيتنا للأرض من أكثر المناظر إثارة من التي سبق أن رأيناها. بدت لنا الأرض من على بُعد 18،000 ميل مثل جوهرة جميلة تتألّق في الفضاء تتّشح بزِرقة المحيطات وبياض الثلج والغيوم، ولون الأراضي المتزينة بالبني... تلك الجوهرة البلّورية الأصغر من الأرض قابعة هناك في الفضاء الأسود.
مشيت بذهول على سطح القمر... حابسًا أنفاسي بإعجاب... في تلك الصورة التي لا تُصدَّق، كفوهات براكين مبثورة، ومحيط مرعب متّشحٍ بظلال متفاوتة من اللون الرمادي. كان القمر نقيًّا مثلما خُلق، لم يُشِبْهُ الفساد ولم يدنُ منه أحد. كنت فخورًا لأكون من القلائل الذين ينعمون بمثل هذا الاختبار.

دائمًا إلى آفاق جديدة
تكلّلت كل حياتي بالنجاح... فجاهدت في الدراسة وحصلت على درجة ممتازة في القسم الثانوي. تخرّجت وأنا ألقي خطاب الوداع في أكاديمية الأدميرال فراغوت في مدينة بيترزبيرغ – فلوريدا حائزًا على شهادة البكالوريوس من الأكاديمية البحرية للولايات المتحدة.
ونتيجة لإصابتي بمرض دوار البحر المزمن... لم أستطع أن أكون بحارًا يجوب المحيطات، لذلك انتقلت إلى قسم السلاح الجوي، وصرت طيارًا بارعًا للطائرات المقاتلة.
وإذ تبوّأت قمم النجاح... عزمت أن أرتقي إلى مستويات أعلى وأعلى من الإنجازات في السلاح الجوي. بعد فترة ثلاث سنوات من العمل في ألمانيا، رجعت إلى مؤسسة ماساتشوستس للعلوم التقنية في بوسطن، وحزت على ماجستير في علم الطيران والفضاء، ثم التقيت بفتاة اسمها "دوتي" وتزوجتها.
بعدما قمت بتحديد أهدافي في المهنة، حقّقت الخطوة التالية كطيار وضابط – عزّزت تدريبي في الطيران. فقدّمت الطلب وقُبِلت في مدرسة الطيران الاختباري في قاعدة إدواردز لسلاح الطيران في كاليفورنيا.
كان ذلك بعد سنتين عندما قرأت في صبيحة أحد الأيام إعلانًا يملأ صفحة كاملة من جريدة لوس أنجلوس، يعلنون فيها عن خطط لاختبار روّاد فضاء جدد. قدّمت الطلب والفرحة تغمر كياني، وقُبِلت في عام 1966 لأكون رائد فضاء في ناسا. وهكذا انتقلنا إلى هيوستن. أعطتني هذه الوظيفة الجديدة نجاحًا فوريًا وشهرة في الصحف وتلقّيت الدعوات إلى أفضل الحفلات وحظيت بمكانة مرموقة في المجتمع فانتَفَخَت "الأنا" فيّ. لقد أحببت وظيفتي الجديدة وما أضفَتْهُ عليّ من امتيازات.
لقد اشتغلت بجدٍّ. كنت أصبو إلى ذروة تلك الرحلة – إلى القمر! فكرّست في السنوات التالية ساعات أطول في العمل والحياة الاجتماعية.
من البديهي أن زواجي بدأ ينهار، ولم يكن لديّ المزيد من الوقت أو الرغبة نحو هذه الناحية من حياتي. فألقيت بمسؤوليات زواجي وعائلتي (كان عندنا في ذلك الوقت ولدان) على عاتق زوجتي "دوتي" التي بدورها بدأت تشعر بثقل هذه المسؤوليات والوحدة الناتجة عنها.
بعد الرحلة، لم يتحسّن زواجنا وأصبحتْ "دوتي" شديدة الإحباط إذ أشرفت على الانتحار. لقد جعلت موضوع تحسين العلاقة بيننا من أولويّاتها لكنها فشلت. بعد رحلة أبولو-16، بدأ يتسرّب إليّ الإحباط والضجر. لقد كانت وظيفتي هي أهم شيء في حياتي... وحقّقَتْ هدفي في الوصول إلى القمر. ثم سألت نفسي: "ماذا عليّ أن أفعل الآن؟"
صممت أن أغيّر مهنتي وأصبح رجل أعمال. وكان هدفي الجديد هو أن أصبح رجل أعمال ناجح دخله الملايين من الدولارات. انتقلنا إلى مدينة أخرى في تكساس حيث انغمست في عملي الجديد أعمل لساعات إضافية. لكنني وبعد عامين، وجدت أنني في المهنة التي لا تناسبني بالرغم من كونها ناجحة ماديًا. ثم بعتها وبدأت أبحث عن مهنة أخرى ولم أكن أدري أنني لم أنقّب بعد عن جذور مشكلتي.

أسئلة صعبة
بالرغم من وصولي إلى السماوات، إلا أنني لم أجد الله في رحلتي إلى القمر. والحقيقة تُقال إنني لم أجده أيضًا في الكنيسة. وكمتردّد على الكنيسة في أيام الآحاد كنت أقرأ الكتاب المقدس بدون أن أؤمن بكلامه.
ماذا كانت أفكاري عن يسوع؟ كنت أؤمن بأنه معلِّم عظيم، مثله مثل بوذا ومحمد.
بعدما تركت ناسا، لاحظت أنه حصل تغيير في حياة زوجتي... وكنت فضوليًا. أخبرتني أنها حصلت على استجابات لصلواتها ورأيت عندها سلامًا وهدفًا كانت تفتقد إليهما. لقد بدأت تحبني وتَقْبلني بطريقة مختلفة.
بعد مضي شهر واحد من بيعي للشركة، طلبت مني "دوتي" أن أذهب معها إلى منتجع للعب التنس لمدة يومين لدراسة الكتاب المقدس. بدأنا الدراسة من سفر التكوين إلى الرؤيا. وبينما كنت جالسًا في كرسيٍّ وثير وفنجان القهوة في يدي والكتاب المقدس على ركبتيّ، انقشعت الغشاوة عن عينيّ وعرفت بأن الله أحب تشارلي ديوك من اللحظة التي خلق فيها العالم. عرفت كيف ابتعد الإنسان عن الله الذي أوصاه: التفت إليّ فأكون إلهًا لك وأباركك.
كانت الأسفار المقدسة تشير إلى المسيا، إلى يسوع أنه الطريق الوحيد للخلاص. ولأول مرة قرأت وفهمت إنجيل يوحنا. "في البدء كان الكلمة، والكلمة كان عند الله، وكان الكلمة الله... والكلمة صار جسدًا وحلّ بيننا، ورأينا مجده، مجدًا كما لوحيد من الآب، مملوءًا نعمة وحقًا." هل هذا حقيقي؟
وفجأة فهمت أني أواجه أهم سؤال في حياتي. شعرت وكأن المسيح يسألني: "من تقول إني أنا؟" كان الاختياران الوحيدان المتوافران لديّ هما: إما أن يكون المسيح ابن الله أو كذاب محنّك. وبينما كنت أقود سيارتي إلى البيت ومعي زوجتي "دوتي"، التفتُّ إليها وقلت: "يا حبيبتي، ليس لديّ أدنى شكّ في داخلي بأن يسوع المسيح هو ابن الله." وهكذا حصل تشارلي على الولادة الثانية.

السير معه على الأرض
عرفت من خلال كلمة الله، أن المسيح يدخل إلى قلبي بالإيمان. من تلك اللحظة تولّد فيّ جوع شديد إلى كلمة الله. بدأت أصلّي: "يا رب، علّمني الحق المدوّن في الكتاب المقدّس."
صليت أيضًا: "يا رب، ساعدني أن أحبّ زوجتي. أودّ أن أكون زوجًا مثاليًا وأبًا صالحًا. وهكذا حصل – لقد وضع المسيح في قلبي حبًّا لزوجتي وعالج زواجنا. لقد طلبنا من المسيح أن يكون أولاً في حياتنا، فبقدر ما التصقنا أكثر به التصق أحدنا بالآخر. ومع مرور الشهور، كانت رغبتي لكي أعرف الكثير عن المسيح تنمو بازدياد. استيقظت في إحدى الليالي وشعرت بحضور جليّ للرب في غرفتي. فركعت وسلّمته كلّ حياتي. في تلك اللحظة، امتلأت بالروح القدس وحصلت على قوة لأخبر الآخرين عن المسيح وأحيا له بالتمام.
بدأت أصلي أنا وزوجتي ورأينا الله يغيّر النفوس ويجري المعجزات. لم أعرف من قبل عن مثل هذه الحياة – حياة ملؤها المحبة والسلام والفرح وقوة الله. في سنة 1972، ذهبت بنا أبولو 16 في مغامرة مثيرة. كنت أردّد بأنني قد أعيش عشرة آلاف عام وقد لا أختبر السير على القمر. إنما الإثارة والاكتفاء بذلك السير لا يساوي شيئًا أمام السير مع المسيح الذي ينتهي معه بالأبدية.

المجموعة: أيلول (سبتمبر) 2021

logo

دورة مجانية للدروس بالمراسلة

فرصة نادرة تمكنك من دراسة حياة السيد المسيح، ودراسة حياة ورسائل بولس الرسول. عندما تنتهي من هاتين الدراستين تكون قد أكملت دراسة معظم أسفار العهد الجديد. تتألف كل سلسلة من ثلاثين درسًا. تُمنح في نهاية كل منها شهادة خاصة. للمباشرة بالدراسة، أضغط على خانة الاشتراك واملأ البيانات. 

صوت الكرازة بالإنجيل

Voice of Preaching the Gospel
PO Box 15013
Colorado Springs, CO 80935
Email: عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.
Fax & Tel: (719) 574-6075

عدد الزوار حاليا

323 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع

إحصاءات

عدد الزيارات
10630200