Voice of Preaching the Gospel

vopg

(ملحوظة: أرجو أن تقرأ الرسالة قبل أن تقرأ هذا المقال)
الدافع لكتابة هذا المقال هو الحاجة الشديدة في أيامنا هذه للحقائق الأساسية الواردة في هذا السفر.

كما أن أحد قراء هذه المجلة – وهو صديق عزيز لي، أبدى رغبة في معرفة أكثر لهذه الرسالة. من الواضح أنه هناك تشابه بين ما جاء في رسالة يهوذا وما جاء في الأصحاح الثاني من رسالة بطرس الثانية.
إلا أنه هناك أيضًا فرقٌ في الدافع لكتابة هاتين الرسالتين. فرسالة بطرس الثانية تتكلم أكثر عن الفساد الخلقي التي ستتّصف به الكنيسة الاسمية ولا سيما القادة الكذبة. أما رسالة يهوذا فتتكلم أكثر عن الفساد التعليمي المتعلّق بالحقائق المسيحية، أي "الإيمان المسلّم مرة للقديسين" وهذا يشمل: وحي الكتاب المقدس وعصمته من الخطأ، ولادة المسيح من العذراء مريم، لاهوت المسيح وناسوته، موته وقيامته في اليوم الثالث، الخلاص بالنعمة بالإيمان، مجيء المسيح الثاني الذي هو الرجاء المبارك، وغيرها من الحقائق الأساسية التي دوّنها لنا الروح القدس المعصوم من الخطأ. وقوله "المُسلَّم مرَّةً" يعني أنه لا يُضاف إليه شيء آخر يتناقض مع ما جاء فيه.
كل ما نعرف عن كاتب الرسالة هو أنه "يهوذا أخو يعقوب". لكنه هو يُسمِّي نفسه "عبدُ يسوع المسيح" – وهذا أعظم شرفٍ لأيّ مؤمن. كان يهوذا يرغب في أن يكتب عن "الخلاص المشترك". ولكن الروح القدس دفعه ليكتب هذه الرسالة ليحرّض المؤمنين على التمسُّك بالحق الكتابي. وهنا أقول كلمة لكل من يحبّ الرب ويحبّ الحق: إن أردت أن تعرف الحق يجب أن يكون ولاءك كلّه لكلمة الله، أي للكتاب المقدس وليس لمعلّم شهير أو إلى طائفة معيّنة؛ ولا لأقرب الأقرباء حسب الجسد بل للرب ولكلامه، أي الكتاب المقدس.
يقدّم لنا الروح القدس في هذه الرسالة من عدد 5 إلى 16 الحقائق الإلهية في مجموعات ثلاثية. فيصف لنا،
أولًا: هؤلاء المعلّمين الكذبة دخلوا بين المؤمنين خلسة.
ثانيًا: أنهم فجّار، يحوّلون نعمة إلهنا إلى الدعارة.
ثالثًا، أنهم ينكرون السيد الوحيد: الله وربنا يسوع المسيح.
كما يذكّرنا بالعقاب الإلهي الذي هو نصيب كل المتهاونين بخصوص طاعة الله – سواء كانوا بشرًا أم ملائكة أشرار - فيشير إلى ما حدث لقايين (تكوين 4)، وبلعام النبي الكذّاب الذي أراد أن يلعن من باركه الرب وذلك لمحبته للمال (سفر العدد أصحاح 22-24)، وقورح (سفر العدد 16) الذي تمرّد على الرب وأراد أن يغتصب مركزًا دينيًا بسبب كبريائه، ففتحت الأرض فاها فابتلعته هو وكل ما له. كل هذه هي دروس مهمة فيها إنذارات خطيرة لكل من يحاول أن يجعل الدين وسيلة للمال أو الشهرة أو السلطة، كما حدث منذ القديم ولا زال يحدث. يصف الروح القدس هؤلاء بأنهم صخور، أي عقبات، في اجتماعات المؤمنين الحقيقيين وأنهم "غيوم بلا ماء"؛ الماء يرمز إلى كلمة الله. فهم يدّعون أن عندهم كلمة الله، ولكنهم في الحقيقة "بلا ماء"، أي "لهم صورة التقوى، ولكنهم منكرون قوّتها." (2تيموثاوس 5:3) ويصفهم أيضًا بأنهم "أشجار بلا ثمر"، لا يبالون بالإنذارات الخطيرة مثلما جاء في متى 10:3 "والآن قد وُضعت الفأس على أصل الشجر، فكل شجرة لا تصنع ثمرًا جيدًا تُقطع وتُلقى في النار." هم أيضًا "أمواج بحر هائجة مزبدة بخزيهم." أي يسبّبون الغرق والهلاك لمن يتبعهم. كما أنهم "نجوم تائهة محفوظ لها قتام الظلام إلى الأبد." (عدد 13) أما أخنوخ السابع من آدم فهو الذي قيل عنه "وسار أخنوخ مع الله، ولم يوجد لأن الله أخذه." (تكوين 24:5) وأيضًا "بالإيمان نُقل أخنوخ لكي لا يرى الموت، ولم يوجد لأن الله نقله. إذ قبل نقله شُهد له بأنه قد أرضى الله." (عبرانيين 5:11) ويُذكر أنه السابع من آدم لكي يميّزه من حنوك (وهو نفس الاسم كأخنوخ) الذي من نسل قايين (تكوين 17:4). يخبرنا الروح القدس أن الله سيعاقب هؤلاء الفجّار على جميع الكلمات الصعبة التي تكلّم بها عليه خطاة فجّار." (عدد 15)
ثم يبدأ القسم الثاني من رسالة يهوذا بالقول: "أما أنتم أيها الأحباء"، وتتكرّر هذه العبارة في عدد 20 وهي تعني أنه هناك فرق كبير بين هؤلاء المعلمين الكذبة وبين المؤمنين الحقيقيين. ليتنا نتذكر دائمًا هذه العبارة "وأما أنتم" لكي نكون متيقّظين ولا نتبع المعلّمين الكذبة مهما كانت بلاغتهم ومهما كانت مؤهلاتهم. ولنتذكر ما قاله الرسول بطرس أيضًا: "وأما أنتم فجنس مختار، وكهنوت ملوكيٌّ، أمةٌ مقدسة، شعب اقتناءٍ، لكي تخبروا بفضائل الذي دعاكم من الظلمة إلى نوره العجيب." (1بطرس 9:2)
ولنتذكر الأقوال التي قالها سابقًا رسل يسوع المسيح (يهوذا 17) وذلك أولاً، بدراسة الكتاب المقدس بعناية، وبروح الصلاة، وبرغبة صادقة في معرفة الحق، وبالطاعة الكاملة له. ثانيًا، "احفظوا أنفسكم في محبة الله." وهذا يذكّرنا بما قاله الرب يسوع في حديثه مع تلاميذه قبل ذهابه إلى الصليب، إذ قال: "... اثبُتُوا في محبّتي." (يوحنا 9:15) ثالثًا، "منتظرين رحمة ربنا يسوع المسيح للحياة الأبدية." أي أن نضع رجاءنا المبارك المتعلّق بمجيء المسيح أمامنا دائمًا. ثم يحرّضنا على مسؤوليتنا نحو الآخرين، وهو أن يستخدمنا الرب لخلاصهم. والآن سنختم هذا المقال بما ختم به يهوذا رسالته:
"والقادر أن يحفظكم غير عاثرين، ويوقفكم أمام مجده بلا عيب في الابتهاج، الإله الحكيم الوحيد مخلصنا، له المجد والعظمة والقدرة والسلطان، الآن وإلى كل الدهور. آمين."

المجموعة: أيلول (سبتمبر) 2021

logo

دورة مجانية للدروس بالمراسلة

فرصة نادرة تمكنك من دراسة حياة السيد المسيح، ودراسة حياة ورسائل بولس الرسول. عندما تنتهي من هاتين الدراستين تكون قد أكملت دراسة معظم أسفار العهد الجديد. تتألف كل سلسلة من ثلاثين درسًا. تُمنح في نهاية كل منها شهادة خاصة. للمباشرة بالدراسة، أضغط على خانة الاشتراك واملأ البيانات. 

صوت الكرازة بالإنجيل

Voice of Preaching the Gospel
PO Box 15013
Colorado Springs, CO 80935
Email: عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.
Fax & Tel: (719) 574-6075

عدد الزوار حاليا

470 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع

إحصاءات

عدد الزيارات
10631869