Voice of Preaching the Gospel

vopg

بقلم الأخت أم أحمد
أختي المحبوبة في الرب، أنتِ بنعمته عزيزة ومكرّمة في عينَيّ الذي منحكِ منزلة مرموقة جدًا.

فقد أحضرك لأوّل مرة بيديه إلى زوجكِ وأوصى بكِ، وأعطاكِ نعمة في عينيه، وخلقكِ من أقرب ضلعٍ إلى قلب شريككِ! فتخيّلي روعة وسموّ تلك العلاقة الحميمة المنسجمة التي تدلّ على عناية ورعاية ورحمة الإله العجيب في كل أعماله! اعترف شريك حياتكِ أنكِ عظمٌ من عظامه ولحمٌ من لحمه، فأصبحتِ تلقائيًا مقرّبةً ومكرّمةً ومساندةً له كما قال الإله: "معينًا نظيره." وبالفعل، صنعكِ الرب لكي تملئي فراغ مكان الضلع المأخوذ من جانب القلب، فأصبحت الصدر الحنون والقلب الكبير والكتف الذي يرتكز عليه شريكك.
تأملي معي في كلمات الرسول بولس: "أيها الرجال، أحبّوا نساءكم كما أحبّ المسيح أيضًا الكنيسة وأسلم نفسه من أجلها." وبكلمات الرب يسوع، له المجد: "ليس لأحدٍ حبٌّ أعظم من هذا: أن يضع أحدٌ نفسَه لأجل أحبائه." إنها محبة مسالمة، وطاهرة، ومترفِّقة، تفوق الوصف، وضعها الرب في قلب رجلكِ وأوصى بها. هل هناك أروع من حبّ المسيح للكنيسة التي أسلم نفسه لأجلها ذبيحة حية مرضية أمام الله؟! ويتابع الرسول بولس الوصية: "يجب على الرجال أن يحبوا نساءهم كأجسادهم. من يحبّ امرأته يحبّ نفسه." هل هناك منزلة أعظم من هذه التي بوّأكِ إياها الرب يا أختي المحبوبة؟ عجيب هو إلهنا في عطفه وعنايته. أما بقية الوصية فهي أن تخضع المرأة لرجلها. إنها بعيدة كل البعد عن معنى الإجبار والظلم والاستبداد لرجلها لأنها تحبُّه وتريد أن تقدِّم الطاعة والتسليم. أما حبّها له فهو نابع من شدة محبتها للمخلص والفادي الذي منحها الحرية وأغدق عليها حنانًا ومحبة وأعطاها بسخاء ولا تعيير، وأوصى بها وأكرمها ووضعها في المكانة الرفيعة التي تليق بها كابنة للملكوت مع شريك حياتها. إن خضوعها لسيدها يمنحها القوة والعزم والمحبة للخضوع والتسليم.
الوصية الأولى في محبة الخالق تقودها تلقائيًا بكل وداعة لأن تحب قريبها وشريكها كنفسها. ما أبدع تلك المعادلة وما أروع كلمة الرب وعمله في حياتِك وحياتي يا محبوبة الرب. ما أجمل صنائع الرب وعجائبه: "ما أعظم أعمالك يا رب! كلها بحكمة صنعت."
إن الأرض التي نعيش عليها ملآنة بالحصى والشوك وليس من السهل السير فوق الشوك والحصى في حياة الإيمان مع الرب. ولكن لا ننسى أن الأرض ملآنة كذلك من غنى الرب ونعمه وبركاته. وإذ أنظر "إلى رئيس الإيمان ومكمّله يسوع، الذي من أجل السرور الموضوع أمامه، احتمل الصليب مستهينًا بالخزي، فجلس في يمين عرش الله." (عبرانيين 2:12) "أستطيع كل شيء في المسيح الذي يقويني." (فيلبي 13:4) فإن كان الأمر كذلك فلماذا أهتم؟ ولماذا لا تكون كلمة الرب هي النور لطريقي فأتكل عليه من كل القلب؟
إن فكرة التسليم والخضوع الكامل للرب ثم للشريك من خلاله فكرة صعبة التنفيذ لا بل مستحيلة بدون نعمة الرب الغنية وبدون اتباع وصاياه وكلامه. صدَق الرب بقوله: "سلّم للرب طريقك واتّكل عليه وهو يجري." (مزمور 5:37)
الرب وحده يضع المرساة ويثبت أواصر البيت. ومهما هبت الرياح واشتدت العواصف وانهمرت الأمطار لن يتزعزع لأنه مبني على الصخرة الرب يسوع المسيح، له كل المجد.
أستطيع أن أسير على المياه ببساطة الإيمان طالما أن العين والقلب والفكر كلها متجة نحو الرب مباشرة، تمامًا كما فعل الرسول بطرس عندما ناداه الرب ليسير على المياه. فإن كنا لا نشك ونثق بأن الكلمة الصالحة فعّالة وحية في حياتنا، فإن الرب سيمنح ويعطي كل من يتكل عليه. وطالما أن كلمة المسيح تسكن فينا بغنى، وتسري في كياننا وقلوبنا، وأن "كل ما هو حق، كل ما هو جليل، كل ما هو عادل، كل ما هو طاهر، كل ما هو مسرّ، وكل ما صيته حسن إن كان فضيلة وإن كان مدح ففي هذه" نفتكر فإننا نسلك حسب قول الوحي الإلهي.
أنا أعتبر بيتي مملكتي، وأطفالي كما قال داود النبي: "بنوك مثل غروس الزيتون حول مائدتك." "بنونا مثل الغروس النامية في شبيبتها. بناتنا كأعمدة الزوايا منحوتات..." والرب بنعمته وعطفه وحبه الفائض يسقيها وينميها لتثمر ثلاثين وستين ومئة. وصلواتكِ يا أختي من أجل هذه الوزنات وتلك الثمرات هي التي تطلق يد الرب في الرعاية والحماية والتنمية. فأنا كإنسانة ضعيفة أفشل وأسقط لأن تنشئة أولادنا في تأديب الرب شيء مستعصٍ ولا سيما إن كنا ضعفاء الإيمان، وأعتمد على نفسي ومقدراتي وشخصيتي فقط. لكني أشكر الرب يسوع "لأن الله لم يعطنا روح الفشل، بل روح القوة والمحبة والنصح." (2تيموثاوس 7:1)
لقد اختبرت بنعمة الرب قوة الكلمة في شفائي وشفاء أولادي من "الجذور القديمة" ومن "الأنا" والذات. لقد كانت ولم تزل كلمة الرب شفاءً وبلسمًا لتعبي وجراحاتي ومعاناتي في تربية أولادي التربية الروحية المسيحية اللائقة بشخص المسيح وحياته، له كل المجد! وصدقت كلمته عندما قال: "تعالوا إليّ يا جميع المتعبين والثقيلي الأحمال، وأنا أريحكم. احملوا نيري عليكم وتعلموا مني، لأني وديع ومتواضع القلب، فتجدوا راحة لنفوسكم. لأن نيري هيّن وحملي خفيف."
يا أختي، لو خسرتِ في الطريق وضعفت أو سقطت، لا تفشلي لأن يد الرب تعضدك وبيمينه يسندك، وإن سقطت يرفعك ويقيمك، وسلاح الكلمة والروح، وترس الإيمان وخوذة الخلاص معك، والرب لا يمكن أن يهملك أو يتركك.
أصلي لكي يتشدّد إيماننا ويثبَّت على الكلمة ونتعزّى. تقول كلمة الرب أن أبناء الله بالإيمان "سدّوا أفواه أسود، أطفأوا قوة النار، نَجَوْا من حدّ السيف، تقوّوا من ضعف..." ولا تنسي أنه "بالحكمة يُبنى البيت وبالفهم يُثبَّت." "أما الزوجة المتعقّلة فمن عند الرب."
وأخيرًا، خبّئي كلمة الرب في قلبك واحفظيها كي لا تخطئي. ليعيننا الرب جميعًا ويحفظ أسرنا من دنس العالم، وليعطنا القوة لكي نواصل الصلوات من أجلهم.

المجموعة: أيلول (سبتمبر) 2021

logo

دورة مجانية للدروس بالمراسلة

فرصة نادرة تمكنك من دراسة حياة السيد المسيح، ودراسة حياة ورسائل بولس الرسول. عندما تنتهي من هاتين الدراستين تكون قد أكملت دراسة معظم أسفار العهد الجديد. تتألف كل سلسلة من ثلاثين درسًا. تُمنح في نهاية كل منها شهادة خاصة. للمباشرة بالدراسة، أضغط على خانة الاشتراك واملأ البيانات. 

صوت الكرازة بالإنجيل

Voice of Preaching the Gospel
PO Box 15013
Colorado Springs, CO 80935
Email: عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.
Fax & Tel: (719) 574-6075

عدد الزوار حاليا

130 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع

إحصاءات

عدد الزيارات
10629472