Voice of Preaching the Gospel

vopg

سألني صديقي: هل القَسَم (الحلفان) مسموح به في الدّين المسيحي؟
أجبته قائلًا: في البداية اسمح لي يا صديقي أن أخبرك بأن المسيحيّة ليست دين،

بل هي أسلوب حياة، وعقيدة، وعلاقة حيّة ومسيرة يوميّة مع رب المجد يسوع. وسأكتب لك جوابًا مفصّلًا عن موضوع الدّين في رسالة قادمة. وهنا سأجيب عن سؤال عن موضوع الحلفان أو القَسَم.
نقرأ في الكتاب المقدّس، وتحديدًا في سفر الخروج، وصيّة الله الثّالثة القائلة: "لاَ تَنْطِقْ بِاسْمِ الرَّبِّ إلهك بَاطِلًا، لأنَّ الرَّبَّ لاَ يُبْرِئ مَنْ نَطَقَ بِاسْمِهِ بَاطِلًا." (خروج ٧:٢٠)
وواحدة من طرق النطق باسم الرب باطلًا هو القسم أو الحلفان. فالموضوع هنا هو استخدام اسم الله لتبرير الباطل أو الشر وليس للقسم أو الحلفان.
وفي العهد الجديد، يقول الرب يسوع: "لاَ تَحْلِفُوا الْبَتَّةَ." (متى ٣٤:٥)
وكتب الرسول يعقوب بوحيٍ من الله قائلًا: "وَلكِنْ قَبْلَ كُلِّ شَيْءٍ يَا إخْوَتِي، لاَ تَحْلِفُوا، لاَ بِالسَّمَاءِ، وَلاَ بِالأرْضِ، وَلاَ بِقَسَمٍ آخَرَ. بَلْ لِتَكُنْ نَعَمْكُمْ نَعَمْ، وَلاَكُمْ لاَ، لِئلاَّ تَقَعُوا تَحْتَ دَيْنُونَةٍ." (يعقوب 5: 12)
وهكذا، فإن الإجابة عن سؤالك عن القسم أو الحلفان يأتي في إطار الإجابة عن كيفيّة نطق النّاس باسم الله باطلًا؟

1. ننطق باسم الله باطلًا من خلال الوعود الكاذبة أو النذور التي لا نلتزم بها
فإذا أَعطيت وعدًا لشخص ما، أو نذرت نذرًا، ولكنك أهملت ولم تفِ بما وعدت بهِ، فإنك في هذه الحالة تنطق باسم الله باطلًا.

2. ننطق باسم الله باطلًا عندما نقسِم أو نحلف
قال الرَّب يسوع في متى 33:5-37
"أيْضًا سَمِعْتُمْ أنَّهُ قِيلَ لِلْقُدَمَاءِ: لاَ تَحْنَثْ بَلْ أوْفِ لِلرَّبِّ أقْسَامَكَ. وَأمَّا أنَا فَأقُولُ لَكُمْ: لاَ تَحْلِفُوا الْبَتَّةَ لاَ بِالسَّمَاءِ لأنَّهَا كُرْسِيُّ اللَّهِ وَلاَ بِالأرْضِ لأنَّهَا مَوْطِئُ قَدَمَيْهِ وَلاَ بِأورُشَلِيمَ لأنَّهَا مَدِينَةُ الْمَلِكِ الْعَظِيمِ. وَلاَ تَحْلِفْ بِرَأسِكَ لأنَّكَ لاَ تَقْدِرُ أنْ تَجْعَلَ شَعْرَةً وَاحِدَةً بَيْضَاءَ أوْ سَوْدَاءَ. بَلْ لِيَكُنْ كَلاَمُكُمْ: نَعَمْ نَعَمْ لاَ لاَ. وَمَا زَادَ عَلَى ذَلِكَ فَهُوَ مِنَ الشِّرِّيرِ."
كذلك نقرأ في رسالة يعقوب 12:5: "وَلَكِنْ قَبْلَ كُلِّ شَيْءٍ يَا إخْوَتِي لاَ تَحْلِفُوا لاَ بِالسَّمَاءِ وَلاَ بِالأرْضِ وَلاَ بِقَسَمٍ آخَرَ. بَلْ لِتَكُنْ نَعَمْكُمْ نَعَمْ وَلاَكُمْ لاَ، لِئلاَّ تَقَعُوا تَحْتَ دَيْنُونَةٍ."

3. ننطق باسم الله باطلًا عن طريق الشتائم والكلام البذيء
فنحن كمسيحيين نحمل اسم الرَّب يسوع معنا أينما ذهبنا، ويجب أن يعكس سلوكنا طبيعة الاسم الذي نحمله. لذلك علينا أن نحرص بأن لا تخرج من أفواهنا أية لعنة أو كلمة رديئة، كما نقرأ في رسالة أفسس 4:5 عن نوعية الكلام الذي يجب أن لا يخرج من أفواهنا مثل "الْقَبَاحَةُ، وَلاَ كَلاَمُ السَّفَاهَةِ وَالْهَزْلُ الَّتِي لاَ تَلِيقُ، بَلْ بِالْحَرِيِّ الشُّكْرُ".

4. ننطق باسم الله باطلًا في حالة عدم الانسجام بين أقوالنا وأعمالنا
إن أسلوب حياتنا قد يجلب المجد لله أو التجديف على شخصه القدوس. لذلك علينا أن نكون في غاية الحرص من الحياة المزدوجة، ومن الرّياء، ومن خداع النفس والآخرين. نقرأ في رسالة رومية 21:2-24 كلامًا قويًا ضد الخطيّة: "لأنَّ اسْمَ اللهِ يُجَدَّفُ عَلَيْهِ بِسَبَبِكُمْ بَيْنَ الأمَمِ."

5. أيضًا نسيء استخدام اسم الله عندما ندّعي الإيمان والتكريس لله، ولكنّنا نفتقد في حياتنا اليومية للعلاقة الصادقة مع الله
فالذهاب إلى الكنيسة والترنيم مع الجماعة المؤمنة، واستخدام العبارات المسيحية أمام الآخرين لا يعني صدق إيماننا وذلك في حالة انعدام علاقة يومية حية مع الله، لأن ذلك لا يمجّد اسم الرَّب يسوع. فالّذي يدّعي الإيمان ينطق باسم الله باطلًا. نقرأ في متى 21:7-23 "لَيْسَ كُلُّ مَنْ يَقُولُ لِي: يَا رَبُّ يَا رَبُّ يَدْخُلُ مَلَكُوتَ السَّمَاوَاتِ. بَلِ الَّذِي يَفْعَلُ إرَادَةَ أبِي الَّذِي فِي السَّمَاوَاتِ. كَثِيرُونَ سَيَقُولُونَ لِي فِي ذَلِكَ الْيَوْمِ: يَا رَبُّ يَا رَبُّ ألَيْسَ بِاسْمِكَ تَنَبَّأنَا وَبِاسْمِكَ أخْرَجْنَا شَيَاطِينَ وَبِاسْمِكَ صَنَعْنَا قُوَّاتٍ كَثِيرَةً؟ فَحِينَئذٍ أصَرِّحُ لَهُمْ: إنِّي لَمْ أعْرِفْكُمْ قَطُّ! اذْهَبُوا عَنِّي يَا فَاعِلِي الإثْمِ!"

6. أيضًا ننطق باسم الله باطلًا عندما نستخدم اسم الله من أجل تحقيق مكاسب مالية أو شخصيّة، أو مكاسب اقتصادية أو عسكرية
فعلى سبيل المثال استخدم الصليبيون اسم الله في حروبهم، مع أنّ الله إله سلام ويدعو لصنع السّلام. وهتلر رفع شعار الصليب المعقوف ليحتلّ العالم، مع أن الصّليب رمز للخلاص والمحبّة والفداء. وكثيرون تاجروا بالدّين واستخدموا اسم الله ضد غيرهم من النّاس، واستعبدوا غيرهم، وحققوا الأرباح الهائلة باستخدام قصة لعنة نوح لابنه كنعان.
ويجدّف النّاس في أيّامنا على اسم الله عندما يتمّ سرقة أراضي غيرهم من النّاس وقتلهم وتهجيرهم باسم الله والنبوات. والأبشع من كل هذا أعمال الإرهاب والقتل التي تجري في العالم اليوم باسم الله وباسم الدين، مع أنها كلها جرائم بشعة ضد الله وضد خليقة الله وضد الحياة.

المجموعة: أيلول (سبتمبر) 2021

logo

دورة مجانية للدروس بالمراسلة

فرصة نادرة تمكنك من دراسة حياة السيد المسيح، ودراسة حياة ورسائل بولس الرسول. عندما تنتهي من هاتين الدراستين تكون قد أكملت دراسة معظم أسفار العهد الجديد. تتألف كل سلسلة من ثلاثين درسًا. تُمنح في نهاية كل منها شهادة خاصة. للمباشرة بالدراسة، أضغط على خانة الاشتراك واملأ البيانات. 

صوت الكرازة بالإنجيل

Voice of Preaching the Gospel
PO Box 15013
Colorado Springs, CO 80935
Email: عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.
Fax & Tel: (719) 574-6075

عدد الزوار حاليا

269 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع

إحصاءات

عدد الزيارات
10632328