Voice of Preaching the Gospel

vopg

آيات الرسالة:
"روح الإنسان تحتمل مرضه، أما الروح المكسورة فمن يحملها؟" (أمثال 14:18)


"أنا أرعى غنمي وأُربضها، يقول السيد الرب. وأطلب الضال، وأستردّ المطرود، وأَجبر الكسير وأعصب الجريح..." (حزقيال 15:34-16)
قليلون هم الذين قضوا رحلة الحياة دون أن تنكسر أرواحهم، ذلك لأن البلوى المحرقة والتجارب الساحقة هي ميراث لكل سكان الأرض. "الإنسان مولود للمشقّة..." (أيوب 7:5)
وتجارب كل إنسان تبدو أمامه أعظم تجارب الحياة وأقساها، وهكذا تنكسر روحه أمام ثقلها. ولقد يخطر في بالك السؤال: لماذا يسمح الله بانكسارٍ روحيّ؟
والجواب هو أن الله يسمح بانكسار الروح

1- ليكسر عناد قلوبنا ويخضع إرادتنا
إن صورة يعقوب وهو يصارع مع الله طيلة الليل، ترينا مقدار العناد في القلب الإنساني، ولقد استمرّ الله في صراعه مع يعقوب حتى طلوع الفجر ثم ضرب حقّ فخذه ليكسر عناده ويقوده إلى طاعته.
"فبقي يعقوب وحده، وصارعه إنسان حتى طلوع الفجر. ولما رأى أنه لا يقدر عليه، ضرب حقّ فخذِه، فانخلع حُقُّ فخذِ يعقوب في مصارعته معه." (تكوين 24:32-25)

2- لتفوح رائحته الذكية بواسطتنا
"لأننا رائحة المسيح الذكية لله، في الذين يخلصون وفي الذين يهلكون." (2كورنثوس 15:2) فكيف تفوح هذه الرائحة ليشمّها الآخرون ويتأثّروا بها؟
إنها تفوح بالكسر!
"وفيما هو في بيت عنيا... جاءت امرأة معها قارورة طيب ناردينٍ خالصٍ... فكسرَتِ القارورة وسكبته على رأسه." (مرقس 3:14) "فامتلأ البيت من رائحة الطيب." (يوحنا 3:12) ولما قال قوم من الحاضرين: "لماذا كان تلف الطيب هذا؟" لم يوافق الرب يسوع على احتجاجهم بل قال: "الحق أقول لكم: حيثما يُكرز بهذا الإنجيل في كل العالم، يُخبر أيضًا بما فعلته هذه، تذكارًا لها." (مرقس 9:14) فالروح المكسورة قد تكون هي الوسيلة التي يشمّ بها الآخرون رائحة المسيح الذكية فينا حين يروا فرحنا وسلامنا في تجاربنا.

3- ليشبع الجياع بأيدينا
فقد أطعم الرب نحو خمسة آلاف رجل ما عدا النساء والأولاد عندما كسر الأرغفة الخمسة والسمكتين، ولو بقت الأرغفة صحيحة لمضت الجموع بجوعها.
"فَلَمَّا خَرَجَ يَسُوعُ أَبْصَرَ جَمْعًا كَثِيرًا فَتَحَنَّنَ عَلَيْهِمْ وَشَفَى مَرْضَاهُمْ. وَلَمَّا صَارَ الْمَسَاءُ تَقَدَّمَ إِلَيْهِ تَلاَمِيذُهُ قَائِلِينَ: «الْمَوْضِعُ خَلاَءٌ وَالْوَقْتُ قَدْ مَضَى. اِصْرِفِ الْجُمُوعَ لِكَيْ يَمْضُوا إِلَى الْقُرَى وَيَبْتَاعُوا لَهُمْ طَعَامًا». فَقَالَ لَهُمْ يَسُوعُ: «لاَ حَاجَةَ لَهُمْ أَنْ يَمْضُوا. أَعْطُوهُمْ أَنْتُمْ لِيَأْكُلُوا». فَقَالُوا لَهُ: «لَيْسَ عِنْدَنَا ههُنَا إِلاَّ خَمْسَةُ أَرْغِفَةٍ وَسَمَكَتَانِ». فَقَالَ: «ائْتُوني بِهَا إِلَى هُنَا». فَأَمَرَ الْجُمُوعَ أَنْ يَتَّكِئُوا عَلَى الْعُشْبِ. ثُمَّ أَخَذَ الأَرْغِفَةَ الْخَمْسَةَ وَالسَّمَكَتَيْنِ، وَرَفَعَ نَظَرَهُ نَحْوَ السَّمَاءِ وَبَارَكَ وَكَسَّرَ وَأَعْطَى الأَرْغِفَةَ لِلتَّلاَمِيذِ، وَالتَّلاَمِيذُ لِلْجُمُوعِ. فَأَكَلَ الْجَمِيعُ وَشَبِعُوا... وَالآكِلُونَ كَانُوا نَحْوَ خَمْسَةِ آلاَفِ رَجُل، مَا عَدَا النِّسَاءَ وَالأَوْلاَدَ." (متى 14:14-21) وهكذا أطعم الرب بالأرغفة المكسورة جموع الجماهير.

4- ليظهر نوره في حياتنا
هذا نراه في قصة جدعون: "وكان لمّا سمع جدعون خبر الحلم وتفسيره، أنه سجد ورجع إلى محلة إسرائيل وقال: [قوموا لأن الرب قد دفع إلى يدكم جيش المديانيين.] وقسم الثلاث مئة الرجل إلى ثلاث فرق، وجعل أبواقًا في أيديهم كلهم، وجرارًا فارغة ومصابيح في وسط الجرار... فجاء جدعون وَالْمِئَةُ الرَّجُلِ الَّذِينَ مَعَهُ إِلَى طَرَفِ الْمَحَلَّةِ فِي أَوَّلِ الْهَزِيعِ الأَوْسَطِ، وَكَانُوا إِذْ ذَاكَ قَدْ أَقَامُوا الْحُرَّاسَ، فَضَرَبُوا بِالأَبْوَاقِ وَكَسَّرُوا الْجِرَارَ الَّتِي بِأَيْدِيهِمْ... وَوَقَفُوا كُلُّ وَاحِدٍ فِي مَكَانِهِ حَوْلَ الْمَحَلَّةِ. فَرَكَضَ كُلُّ الْجَيْشِ وَصَرَخُوا وَهَرَبُوا." (قضاة 15:7-21) فالله يسمح بانكسار الروح ليظهر نوره ونصرته فينا.
يقول بولس الرسول: "لأن الله الذي قال: «أَنْ يُشْرِقَ نُورٌ مِنْ ظُلْمَةٍ»، هُوَ الَّذِي أَشْرَقَ فِي قُلُوبِنَا، لإِنَارَةِ مَعْرِفَةِ مَجْدِ اللهِ فِي وَجْهِ يَسُوعَ الْمَسِيحِ. وَلكِنْ لَنَا هذَا الْكَنْزُ فِي أَوَانٍ خَزَفِيَّةٍ، لِيَكُونَ فَضْلُ الْقُوَّةِ ِللهِ لاَ مِنَّا." (2كورنثوس 6:4-7) فالنور الذي فينا هو نور المسيح، ونور المسيح يظهر في أواني حياتنا الخزفية حين تنكسر أرواحنا.
فهل سمح الله بكسر روحك عن طريق خسارة مادية فادحة أو عن طريق فشلك في زواجك أو انهيار آمالك ومشروعاتك؟ أو عن طريق تخريب سمعتك بالظلم أو تدهور صحتك؟
لا تحزن لأن الرب قد وعد "أنا أرعى غنمي... وأجبر الكسير." وعنه قال كاتب المزمور: "يشفي المنكسري القلوب ويجبر كسرهم." (مزمور 3:147)

شفاء الروح المكسورة

سأل كاتب الأمثال: "أما الروح المكسورة فمن يحملها؟" ويقينًا أن الله يشفي روحك المكسورة ويجعل من حطامها إناء جديدًا نافعًا لمجده وخدمته. الله يشفي الروح المكسورة:

1- بمهارة يديه
قد تحسّ وأنت في انكسار روحك أن لا داعي لحياتك، وقد تطلب الموت لنفسك كيونان وتقول: "موتي خيرٌ من حياتي." (يونان 8:4) وقد تظلم الحياة أمام عينيك ولكن ثق أن الله سيشفي روحك المكسورة بمهارة يديه، ويصنع من حطام حياتك إناء بحسب مسرّة قلبه.
يذكرنا إرميا بالكيفية التي يتعامل الله بها معنا في وسط متاعبنا وضيقاتنا وبلايانا... فلقد اجتاز إرميا ظروفًا صعبة إذ اجتمع الأشرار ضدّه. "فقالوا: [هلمّ فنفكّر على إرميا أفكارًا... هلمّ فنضربه باللسان ولكلّ كلامه لا نُصغي." (إرميا 18:18) وعندئذ كلّمه الرب قائلاً: "[قم انزل إلى بيت الفخاري وَهُنَاكَ أُسْمِعُكَ كَلاَمِي». فَنَزَلْتُ إِلَى بَيْتِ الْفَخَّارِيِّ، وَإِذَا هُوَ يَصْنَعُ عَمَلًا عَلَى الدُّولاَبِ. فَفَسَدَ الْوِعَاءُ الَّذِي كَانَ يَصْنَعُهُ مِنَ الطِّينِ بِيَدِ الْفَخَّارِيِّ، فَعَادَ وَعَمِلَهُ وِعَاءً آخَرَ كَمَا حَسُنَ فِي عَيْنَيِ الْفَخَّارِيِّ أَنْ يَصْنَعَهُ." (إرميا 1:18-4)
لعلّ إرميا انتظر أن الفخاري يلقي بالوعاء الذي فسد بعيدًا، ولكن الفخاري عاد وعمله وعاء آخر كما حسن في عينيّ الفخاري أن يصنعه... ليس من طين جديد، بل من الطين المحطّم، من حطام الإناء الذي فسد.
وقد قال الرب لإرميا: "هوذا كالطين بيد الفخاري أنتم هكذا بيدي." (إرميا 6:18)
"يردّ نفسي. يهديني إلى سبل البرّ من أجل اسمه." (مزمور 3:23)
نقرأ عن قوة الرب يسوع: "أحضروا إليه جميع المرضى. وطلبوا أن يلمسوا هدب ثوبه. فجميع الذين لمسوه نالوا الشفاء." (متى 35:14-36) وهو إلى اليوم ما زال يشفي أصحاب الأرواح المكسورة. الله يشفي الروح المكسورة:

2- بالصلاة إليه
كانت حنة تجتاز ثلاث تجارب مريرة:
1- كانت محرومة من الولد.
2- كان هناك تجربة في بيتها، فقد "كانت ضرَّتها تغيظها أيضًا غيظًا لأجل المراغمة (أي المكايدة)." (1صموئيل 6:1)
3- وتجربة في كنيستها إذ قال لها عالي الكاهن وهو يظنها سكرى "حتى متى تسكرين؟ انزعي خمرك عنكِ." (1صموئيل 14:1-15) وقد شفى الرب روحها المكسورة الحزينة إذ مضت "في طريقها وأكلت، ولم يكن وجهها بعد مغيَّرًا." (1صموئيل 18:1)
الله يشفي الروح المكسورة:

3- بتعويضه السخيّ
لقد كسرت التجارب المحرقة روح أيوب، ولكن الرب شفى هذه الروح المكسورة بتعويضه السخي "... وزاد الرب على كل ما كان لأيوب ضعفًا... وبارك الرب آخرة أيوب أكثر من أولاه." (أيوب 10:42-12)
وفي سفر إشعياء نقرأ كلمات النبوّة التي تمّت في المسيح، "روح السيد الرب عليّ، لأن الرب مسحني لأبشّر المساكين، أرسلني لأعصب منكسري القلب، لأنادي للمسبيّين بالعتق، وللمأسورين بالإطلاق... لأعزّي كل النائحين. لأجعل لنائحي صهيون، لأعطيهم جمالاً عوضًا عن الرماد، ودهن فرحٍ عوضًا عن النوح، ورداء تسبيح عوضًا عن الروح اليائسة، فيُدْعَون أشجار البرّ، غرس الرب للتمجيد." (إشعياء 1:61-3)
فيا أيها المنكسر الروح بسبب هزيمتك أو آلامك، أو انهيار آمالك، اذكر أن "ذبائح الله هي روح منكسرة. القلب المنكسر والمنسحق يا الله لا تحتقره." (مزمور 17:51) وتعال إلى الله ملقيًا أحزانك عند قدميه فهو وحده الذي يجبر الكسير، ويقينًا أنه سيشفي روحك المكسورة!

المجموعة: أيار (مايو) 2022

logo

دورة مجانية للدروس بالمراسلة

فرصة نادرة تمكنك من دراسة حياة السيد المسيح، ودراسة حياة ورسائل بولس الرسول. عندما تنتهي من هاتين الدراستين تكون قد أكملت دراسة معظم أسفار العهد الجديد. تتألف كل سلسلة من ثلاثين درسًا. تُمنح في نهاية كل منها شهادة خاصة. للمباشرة بالدراسة، أضغط على خانة الاشتراك واملأ البيانات. 

صوت الكرازة بالإنجيل

Voice of Preaching the Gospel
PO Box 15013
Colorado Springs, CO 80935
Email: عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.
Fax & Tel: (719) 574-6075

عدد الزوار حاليا

176 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع

إحصاءات

عدد الزيارات
10630102