Voice of Preaching the Gospel

vopg

تصلني كل يوم رسائل من أصدقاء ومعارف يطرحون فيها أسئلة متنوّعة عن الإيمان المسيحي. وسأجيب عن سؤال

يقول فيه صاحبه:
"كيف تقولون بأن المسيح رسول المحبة والسلام، وهو نفسه يقول بأنه جاء بالسيف والنار ليقسّم العائلات ويشتّت الناس عن بعضهم بعضًا؟!"
وها أنا أجيب عن سؤال صديقي:
قال الرب يسوع المسيح - له المجد: "لا تظنوا أني جئت لأُلقي سلامًا على الأرض. ما جئت لأُلقي سلامًا بل سيفًا. فإني جئت لأُفرّق الإنسان ضدّ أبيه، والابنة ضدّ أمها، والكنّة ضدّ حماتها. وأعداء الإنسان أهل بيته." (متى 34:10-36) وقال أيضًا: "جئت لألقي نارًا على الأرض، فماذا أريد لو اضطرمت؟ ولي صبغة أصطبغها، وكيف أنحصر حتى تُكمَل؟ أتظنّون أني جئت لأُعطي سلامًا على الأرض؟ كلاّ، أقول لكم: بل انقسامًا." (لوقا 49:12-51)
يعلن الرب يسوع المسيح هنا أحد أسباب ونتائج مجيئه إلى العالم: فقد جاء ليلقي على الأرض نار التطهير من الخطايا، أي الخلاص لكل من يؤمن به، وجاء ليلقي سيف الحقّ، أي سيف الروح، لكي يفصل بين الشر والخطية من جهة، والصلاح والخير من جهة أخرى.
وهذا ما حصل في الماضي، وما يزال يحصل حتى اليوم... فكل إنسان يؤمن بالرب يسوع المسيح يطهّره الله من خطاياه بدم الرب يسوع المسيح ويختبر المؤمن بالمسيح نار الحق والقداسة والطهارة في حياته، ويمتلئ بالروح القدس، ويصبح إنسانًا جديدًا.
وفي معظم الحالات، نلاحظ قيام أهل من آمن بالرب يسوع المسيح ضدّه، واضطهادهم له، ومعاقبته بطرقٍ متنوّعة مثل التخلّي عنه، وحرمانه من الميراث، وحتى قتله.
وقد حصل هذا مع كثيرين من الذين آمنوا بالرب يسوع مخلّصًا لحياتهم، وما يزال يحصل في أماكن كثيرة حول العالم.
لقد جاء الرب يسوع المسيح إلى عالمنا قبل أكثر من ألفَي عام، وآمن به كثيرون، وتعرّض معظمهم للاضطهاد، وخصوصًا من أقرب الناس إليهم؛ أي من أهل بيوتهم. ولكن كلّما زاد الاضطهاد، ازداد عدد المؤمنين بالرب يسوع المسيح، وانتشروا أكثر في العالم.
نتعلّم من دراسة الإنجيل المقدس، أنه قبل أن يبدأ الرب يسوع المسيح بنشر رسالته في العالم، أرسل الله نبيّه يوحنا المعمدان الذي تنبّأ عن الرب يسوع المسيح قائلاً: "أنا أعمّدكم بماء، ولكن يأتي من هو أقوى منّي، الذي لست أهلًا أن أحُلّ سُيور حذائه. هو سيعمّدكم بالروح القدس ونار." (لوقا 16:3) وما يزال الرب يسوع المسيح يعمّد كل من يؤمن به بالروح القدس ونار القداسة والتطهير، وكذلك نار الاضطهاد والرفض من الناس.
وتقع انقسامات داخل البيت الواحد بسبب رفض أعضاء في الأسرة حقيقة إيمان أحد أفراد الأسرة بأن الرب يسوع المسيح هو الله الذي تجسّد ومات على الصليب من أجل خطايا العالم. أي إن إيمان البعض بالرب يسوع المسيح، ورفض بقيّة أفراد عائلاتهم لهذا الإيمان، بل مقاومتهم له، يؤدي إلى انقسام الأسرة بين مؤمن وغير مؤمن.
ومن يأخذ وقتًا في التمعّن بأقوال الرب يسوع المسيح في موقعها في الإنجيل المقدّس، أي ينظر إلى القرينة، يلاحظ أن الرب يسوع كان يتحدّث عن موقف الناس من الإيمان به، وكيف أن هذا الإيمان سيؤدي إلى اختلاف في الآراء. فمن يؤمن بالرب يسوع المسيح ويتبعه، سيتعرّض بالتأكيد للاضطهاد والظلم، وحتى أهل هذا الإنسان سيقومون ضدَّه، أي أن كلام الرب يسوع المسيح عن السيف، هو كلامٌ عن سيف الإيمان الذي يفصل بين المؤمن والخاطئ، وهذا هو السيف الذي يقسم أفراد الأسرة الواحدة. ففي كثير من البيوت هنالك من يؤمن وهنالك من لا يؤمن، وهذه ظاهرة معروفة للجميع، وكثيرًا ما يؤدي إيمان أحد أفراد الأسرة الواحدة إلى اضطهاد هذا الشخص وملاحقته وظلمه وتعرّضه للمقاطعة، وحتى العذاب من أسرته نفسها.
فإن آمن شخص بالرب يسوع المسيح، يعامله أفراد أسرته وكأنه أبرص أو مجرم.
هذا هو السيف الذي تحدّث عنه الرب يسوع المسيح له كل المجد: إنه سيف الروح والإيمان الحقيقي، السيف الذي يفصل بين المؤمن وغير المؤمن، إنه سيفٌ يعطي الحياة... سيف يقضي على الخطيّة ونتائجها، إنه سلام المؤمن الروحي في هذا العالم.

المجموعة: أذار (مارس) 2023

logo

دورة مجانية للدروس بالمراسلة

فرصة نادرة تمكنك من دراسة حياة السيد المسيح، ودراسة حياة ورسائل بولس الرسول. عندما تنتهي من هاتين الدراستين تكون قد أكملت دراسة معظم أسفار العهد الجديد. تتألف كل سلسلة من ثلاثين درسًا. تُمنح في نهاية كل منها شهادة خاصة. للمباشرة بالدراسة، أضغط على خانة الاشتراك واملأ البيانات. 

صوت الكرازة بالإنجيل

Voice of Preaching the Gospel
PO Box 15013
Colorado Springs, CO 80935
Email: عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.
Fax & Tel: (719) 574-6075

عدد الزوار حاليا

126 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع

إحصاءات

عدد الزيارات
10627499