عجيبة هي شهادة تلميذَي عمواس عن الرب يسوع المسيح الإله السرمدي، الكائن منذ الأزل:
"وَإِذَا اثْنَانِ مِنْهُمْ كَانَا مُنْطَلِقَيْنِ فِي ذلِكَ الْيَوْمِ إِلَى قَرْيَةٍ بَعِيدَةٍ عَنْ أُورُشَلِيمَ سِتِّينَ غَلْوَةً، اسْمُهَا «عِمْوَاسُ». وَكَانَا يَتَكَلَّمَانِ بَعْضُهُمَا مَعَ بَعْضٍ عَنْ جَمِيعِ هذِهِ الْحَوَادِثِ. وَفِيمَا هُمَا يَتَكَلَّمَانِ وَيَتَحَاوَرَانِ، اقْتَرَبَ إِلَيْهِمَا يَسُوعُ نَفْسُهُ وَكَانَ يَمْشِي مَعَهُمَا. وَلكِنْ أُمْسِكَتْ أَعْيُنُهُمَا عَنْ مَعْرِفَتِهِ. فَقَالَ لَهُمَا: «مَا هذَا الْكَلاَمُ الَّذِي تَتَطَارَحَانِ بِهِ وَأَنْتُمَا مَاشِيَانِ عَابِسَيْنِ؟» فَأَجَابَ أَحَدُهُمَا، الَّذِي اسْمُهُ كَلْيُوبَاسُ وَقَالَ لَهُ:
«هَلْ أَنْتَ مُتَغَرِّبٌ وَحْدَكَ فِي أُورُشَلِيمَ وَلَمْ تَعْلَمِ الأُمُورَ الَّتِي حَدَثَتْ فِيهَا فِي هذِهِ الأَيَّامِ؟»
فَقَالَ لَهُمَا: «وَمَا هِيَ؟»
فَقَالاَ: «الْمُخْتَصَّةُ بِيَسُوعَ النَّاصِرِيِّ، الَّذِي كَانَ إِنْسَانًا نَبِيًّا مُقْتَدِرًا فِي الْفِعْلِ وَالْقَوْلِ أَمَامَ اللهِ وَجَمِيعِ الشَّعْبِ." (لوقا 13:9-19)
وربما هذه هي شهادة بعض الناس أيضًا ممّن يدّعون التلمذة عن يسوع: بأنه "كَانَ إِنْسَانًا نَبِيًّا مُقْتَدِرًا فِي الْفِعْلِ وَالْقَوْلِ أَمَامَ اللهِ وَجَمِيعِ الشَّعْبِ." إنه مجرّد إنسان نبي وعظيم! والحقيقة الكامنة وراء هذا المشهد، هي أن يسوع هو الله السرمدي الذي تجسّد ومات على الصليب وقام من بين الأموات في اليوم الثالث كما قال. لكن أعينهما أُمسكت عن معرفة الرب يسوع الإله الحيّ السرمدي. ونضيف أيضًا لربما الشركة أو العلاقة مع الرب يسوع كانت علاقة مهزوزة ولم تكن علاقة متينة ومبنية على الثقة والإيمان بوعوده ووصاياه؛ فالكثيرون منا يقولون: آه، لو رأينا يسوع لكنا آمنّا به حالاً... ولكن هذا هو مثال حيٌّ أمامنا: تلميذا عمواس رأوه واقفًا أمامهم ويسير على طول الطريق معهم لكنهم لم يعرفوه. لأن بصيرتهم الروحية كانت ممسكة عن أن ترى يسوع وتعترف به كإله حي قام من بين الأموات.
كان الرسول بولس ينادي في أرجاء أثينا بالرب يسوع المسيح المُقام من بين الأموات، وسؤالي لك اليوم: ما هي شهادتك عن يسوع؟ هل هي شهادة حية تنادي بالمسيح المُقام من بين الأموات؟ أم هي كشهادة تلميذَي عمواس شهادة تنطق بنصف الحقيقة؟!
فإن كانت كذلك تعال وادعُ الرب يسوع ليدخل سقف بيتك مثلما فعل مع تلميذي عمواس واتّكئ معه ليُقدِّم لك جسده المكسور كما هو مذكور في الكتاب المقدس فتنفتح بصيرتك لترى من هو يسوع، وتقول عندئذ: "كنت أعمى والآن أبصر."
