Voice of Preaching the Gospel

vopg

تموز July 2012

الدكتور ناجي منصورلقد تعودنا دائمًا أن نسمع ونقرأ عن الرب يسوع المسيح أنه الذبيحة الكفارية الذي مات من أجلنا ليطهرنا من خطايانا، وأنه قد قام من الأموات ليبررنا، "الذي أُسلم من أجل خطايانا وأُقيم لأجل تبريرنا" (رومية 25:4).
ونقرأ عن المسيح أيضًا بأنه الراعي الصالح والمحب الذي يعرف قطيعه ويحبه ويبحث عن الضال منه.
كما أن صورته كالمعلم الصالح راسخة فى أذهاننا، وقد تعلمنا منها المثل العليا، والأخلاق السامية، وذلك من خلال سلوكياته هو شخصيًا هنا على الأرض قبل أن يكون ذلك فى كلماته وتعاليمه فقط. لكنه ينقصنا أن نعرف عنه الجزء المنسي من الصورة، وهو كونه المسيح الديّان الذي سوف يعود مرة أخرى إلى هذا العالم ليدينه، ويحسم مصير كل من يعيش فيه. فماذا تعرف أنت عن المسيح الديّان؟

وهل صورة المجيء الثاني للمسيح مرتسمة في ذهنك بكل أبعادها، وبنفس المعايير التي يريدك أن تعرفها عنه؟ أقصد، هل تعرف متى سيجيء؟ وكيف سيكافئ الأبرار؟ ومتى وكيف سيقضي على الأشرار؟ وهل تعلم  كيف تتعاقب هذه الأحداث؟ وماذا تعرف عن حروبه التي سيشنها على أعدائه من قيادات الشر في العالم والتي سيخرج هو منها منتصرًا  في النهاية؟
لنتأمل ببعض الآيات التي تتكلم عن المسيح الديان:
"لأَنَّ الآبَ لاَ يَدِينُ أَحَدًا، بَلْ قَدْ أَعْطَى كُلَّ الدَّيْنُونَةِ لِلابْنِ" (يوحنا 22:5).
"مَنْ هُوَ الَّذِي يَدِينُ؟ اَلْمَسِيحُ هُوَ الَّذِي مَاتَ، بَلْ بِالْحَرِيِّ قَامَ أَيْضًا، الَّذِي هُوَ أَيْضًا عَنْ يَمِينِ اللهِ، الَّذِي أَيْضًا يَشْفَعُ فِينَا" (رومية 34:8).
"أَنَا أُنَاشِدُكَ إِذًا أَمَامَ اللهِ وَالرَّبِّ يَسُوعَ الْمَسِيحِ، الْعَتِيدِ أَنْ يَدِينَ الأَحْيَاءَ وَالأَمْوَاتَ، عِنْدَ ظُهُورِهِ وَمَلَكُوتِهِ" (2تيموثاوس 1:4).
"لأَنَّهُ أَقَامَ يَوْمًا هُوَ فِيهِ مُزْمِعٌ أَنْ يَدِينَ الْمَسْكُونَةَ بِالْعَدْلِ، بِرَجُل قَدْ عَيَّنَهُ، مُقَدِّمًا لِلْجَمِيعِ إِيمَانًا إِذْ أَقَامَهُ مِنَ الأَمْوَاتِ" (أعمال 31:17).
وفي هذه الآية الأخيرة يتكلم الرسول عن "يومًا حدّده الله" ليدين المسكونة كلها؛ يدينها بالعدل بواسطة رجل قد عينه هو، وهو المسيح الله الظاهر في الجسد، معطيًا لنا الفرصة للنجاة من دينونة ذلك اليوم، وهذا يتم فقط بالإيمان به، أي بموته وقيامته.
والدينونة التي ستقع على العالم، ليس سببها الأول ما ارتكبه الإنسان من خطايا كالزنا، والقتل، والسرقة، والكذب، وشرب الخمر، إلخ... - ولو أنه سوف يعطي عنها حسابًا - لكنه سيُدان في المقام الأول على تنكُّره للرب يسوع المسيح وعدم الإيمان به. قال الرب يسوع عن الروح القدس: "وَمَتَى جَاءَ ذَاكَ يُبَكِّتُ الْعَالَمَ عَلَى خَطِيَّةٍ وَعَلَى بِرّ وَعَلَى دَيْنُونَةٍ: أَمَّا عَلَى خَطِيَّةٍ فَلأَنَّهُمْ لاَ يُؤْمِنُونَ بِي" (يوحنا 8:16-9).
وستتم هذه الدينونة عندما يعود المسيح إلى الأرض ليقضي على أعدائه ثم يبدأ مُلكه الألفي عليها.
ولكن أولاً وقبل كل شيء دعنا عزيزي القارئ نفصل بين مجيء المسيح أولاً لأجل قديسيه (أي الاختطاف) ومجيئه ثانيًة مع قديسيه (الظهور).
ففي المجيء الأول سوف يأتى الرب لاختطاف الكنيسة (جماعة المؤمنين) ويتم هذا في لحظة في طرفة عين وهو المجيء الذي قال عنه الرسول بولس: "الرَّبّ نَفْسَهُ بِهُتَافٍ، بِصَوْتِ رَئِيسِ مَلاَئِكَةٍ وَبُوقِ اللهِ، سَوْفَ يَنْزِلُ مِنَ السَّمَاءِ وَالأَمْوَاتُ فِي الْمَسِيحِ سَيَقُومُونَ أَوَّلاً. ثُمَّ نَحْنُ الأَحْيَاءَ الْبَاقِينَ سَنُخْطَفُ جَمِيعًا مَعَهُمْ فِي السُّحُبِ لِمُلاَقَاةِ الرَّبِّ فِي الْهَوَاءِ، وَهكَذَا نَكُونُ كُلَّ حِينٍ مَعَ الرَّبِّ" (1تسالونيكي 16:4–17).
أما المجيء الثاني للمسيح فيحدثنا عنه الكتاب أنه سيتم بعد ذلك بسبع سنوات يكون فيها ضيق وأوجاع كثيرة على الأرض. وفي هذه المرة سيأتي الرب ظاهرًا للعالم كله وستراه كل عين "هُوَذَا يَأْتِي مَعَ السَّحَابِ، وَسَتَنْظُرُهُ كُلُّ عَيْنٍ، وَالَّذِينَ طَعَنُوهُ، وَيَنُوحُ عَلَيْهِ جَمِيعُ قَبَائِلِ الأَرْضِ. نَعَمْ آمِينَ" (رؤيا 7:1). ومكتوب عنه في رسالة يهوذا: "وَتَنَبَّأَ عَنْ هؤُلاَءِ أَيْضًا أَخْنُوخُ السَّابعُ مِنْ آدَمَ قَائِلاً: هُوَذَا قَدْ جَاءَ الرَّبُّ فِي رَبَوَاتِ قِدِّيسِيهِ، لِيَصْنَعَ دَيْنُونَةً عَلَى الْجَمِيعِ، وَيُعَاقِبَ جَمِيعَ فُجَّارِهِمْ عَلَى جَمِيعِ أَعْمَالِ فُجُورِهِمُِ الَّتِي فَجَرُوا بِهَا، وَعَلَى جَمِيعِ الْكَلِمَاتِ الصَّعْبَةِ الَّتِي تَكَلَّمَ بِهَا عَلَيْهِ خُطَاةٌ فُجَّارٌ" (يهوذا 14-15).
ويوم الرب هو يوم يبدأ بظهور الرب واستعلانه بالمجد والقوة وينتهي باحتراق الأرض والمخلوقات التي عليها وحينئذ يبدأ يوم الله الأبدي، يوم السماوات الجديدة والأرض الجديدة التي يسكن فيها البر. وهو ليس بيوم واحد فقط بل هو فترة زمنية تتم فيها كل هذه الأحداث. ويكلمنا الرسول بولس عن بداية يوم الرب الذي يبدأ بالظهور (2تسالونيكي 2:2-8).
أما الرسول بطرس فيكلمنا عن نهاية يوم الرب الذي ينتهي بزوال السماوات بضجيج وانحلال العناصر لكي يُعَد المسرح ليوم الله الأبدي حيث السماوات الجديدة والأرض الجديدة (2بطرس 10:3-12). ويرتبط يوم الرب هنا بالقضاء على الأعداء من ناحية، كما يذكر إشعياء: "فإن لرب الجنود يومًا على كل مُتَعظِّم وعالٍ، وعلى كل مُرْتَفِع فيُوضَع" (إشعياء 12:2)، ومن الناحية الأخرى يرتبط بخلاص أولئك الذين ينتظرونه كما يقول إشعياء أيضًا: "ويُقال في ذلك اليوم: هوذا إلهنا. انتظرناه فخلَّصنا. هذا هو الرب انتظرناه" (إشعياء 9:25).
أما مشهد الظهور نفسه فيصفه لنا سفر رؤيا يوحنا في الآيات التالية:
"ثُمَّ رَأَيْتُ السَّمَاءَ مَفْتُوحَةً، وَإِذَا فَرَسٌ أَبْيَضُ وَالْجَالِسُ عَلَيْهِ يُدْعَى أَمِينًا وَصَادِقًا، وَبِالْعَدْلِ يَحْكُمُ وَيُحَارِبُ. وَعَيْنَاهُ كَلَهِيبِ نَارٍ، وَعَلَى رَأْسِهِ تِيجَانٌ كَثِيرَةٌ، وَلَهُ اسْمٌ مَكْتُوبٌ لَيْسَ أَحَدٌ يَعْرِفُهُ إِّلاَ هُوَ. وَهُوَ مُتَسَرْبِلٌ بِثَوْبٍ مَغْمُوسٍ بِدَمٍ، وَيُدْعَى اسْمُهُ كَلِمَةَ اللهِ. وَالأَجْنَادُ الَّذِينَ فِي السَّمَاءِ كَانُوا يَتْبَعُونَهُ عَلَى خَيْل بِيضٍ، لاَبِسِينَ بَزًّا أَبْيَضَ وَنَقِيًّا. وَمِنْ فَمِهِ يَخْرُجُ سَيْفٌ مَاضٍ لِكَيْ يَضْرِبَ بِهِ الأُمَمَ. وَهُوَ سَيَرْعَاهُمْ بِعَصًا مِنْ حَدِيدٍ، وَهُوَ يَدُوسُ مَعْصَرَةَ خَمْرِ سَخَطِ وَغَضَبِ اللهِ الْقَادِرِ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ. وَلَهُ عَلَى ثَوْبِهِ وَعَلَى فَخْذِهِ اسْمٌ مَكْتُوبٌ: مَلِكُ الْمُلُوكِ وَرَبُّ الأَرْبَابِ" (رؤيا 11:19-16).
إنه مشهد رائع وعجيب نرى فيه ملك الملوك ورب الأرباب ظاهرًا من السماء، والذي اسمه "كلمة الله"، والدم المغموس فيه ثوبه هو إشارة إلى دم الأعداء من الجيوش التي ستتصلّف ضده تحت رئاسة الوحش والنبي الكذاب، وفي هذا إشارة إلى انتصار الرب عليهم، وهو ليس دم الصليب لأن موضوعنا هنا هو الانتقام العادل والدينونة العادلة وليس النعمة.   
وفى سفر إشعياء 1:63-4 نجد نبوة عن نفس الحدث أذكر جزءًا من هذه النبوة عن المسيح: "أَنَا الْمُتَكَلِّمُ بِالْبِرِّ، الْعَظِيمُ لِلْخَلاَصِ. مَا بَالُ لِبَاسِكَ مُحَمَّرٌ، وَثِيَابُكَ كَدَائِسِ الْمِعْصَرَةِ؟ قَدْ دُسْتُ الْمِعْصَرَةَ وَحْدِي، وَمِنَ الشُّعُوبِ لَمْ يَكُنْ مَعِي أَحَدٌ. فَدُسْتُهُمْ بِغَضَبِي، وَوَطِئْتُهُمْ بِغَيْظِي. فَرُشَّ عَصِيرُهُمْ عَلَى ثِيَابِي، فَلَطَخْتُ كُلَّ مَلاَبِسِي".
لقد قتلوا جميعهم بسيف الجالس على الفرس... أي أن المسيح يقول كلمة وفي الحال تُقتل جميع الجيوش المصطفة ضده. ولكن لنعلم أن هذه ليست نهاية الأمر معهم بل لا بد أن يقوموا بعد مرة أخرى وذلك للوقوف أمام العرش العظيم الأبيض ليدانوا في دينونة الأموات وهي ما يطلق عليها القيامة الثانية.
وبذلك يكون ترتيب أحداث مجيء الرب الثاني كالتالي:

 

  1. مجيئه لاختطاف المؤمنين الأحياء وفيها القيامة الأولى أي قيامة الأبرار لملاقاة الرب في الهواء.
  2. ظهور المسيح وحربه مع الوحش والنبي الكذاب وجيوشهم وانتصار الرب عليهم وقتلهم.
  3. الوحش والنبي الكذاب يُلقَيان أحياء في البحيرة المتقدة بالنار والكبريت المعدة لأبليس.
  4. الرب يملك على الأرض ألف عام، والشيطان يكبّل فترة الألف عام هذه.
  5. الأرض تنحل والمصنوعات تتحلل.
  6. قيامة الأشرار لدينونتهم (القيامة الثانية) فيُلقون حينئذ في نفس البحيرة المتقدة.
  7. سماء جديدة وأرض جديدة.

أخي القارئ، إنه لشيء رائع أن تعرف المسيح المخلص والفادي، ولكن من الآن عليك ألاَّ تنسى أنه قد تعين يوم للمجازاة وهو يوم الدينونة العظيم الذي فيه سوف يدين الرب العالم كله!
فأعمل من الآن من أجل ذلك اليوم.

المجموعة: تموز July 2012

logo

دورة مجانية للدروس بالمراسلة

فرصة نادرة تمكنك من دراسة حياة السيد المسيح، ودراسة حياة ورسائل بولس الرسول. عندما تنتهي من هاتين الدراستين تكون قد أكملت دراسة معظم أسفار العهد الجديد. تتألف كل سلسلة من ثلاثين درسًا. تُمنح في نهاية كل منها شهادة خاصة. للمباشرة بالدراسة، أضغط على خانة الاشتراك واملأ البيانات. 

صوت الكرازة بالإنجيل

Voice of Preaching the Gospel
PO Box 15013
Colorado Springs, CO 80935
Email: عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.
Fax & Tel: (719) 574-6075

عدد الزوار حاليا

235 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع

إحصاءات

عدد الزيارات
10587623