Voice of Preaching the Gospel

vopg

كتب روحية

فهرس المقال

الفصل الثالث
ما هو قصد الله من الزواج؟

مقدمة
إنَّ تحقيق قصد الله من الزواج ينبغي أن يكون هو الهدف الأساسي لكل زوجين. إنَّ تبنِّي مقاصد الله يأتي على حياتنا بالكثير من الثمار المباركة زمنيًّا وأبديًّا، أولها: أنَّ الله نفسه الذي أعطانا الزواج كهبة يسعد بهذا الزواج. إنَّ الطاعة دائمًا تفضي إلى البركة في هذه الحياة، وإلى مكافآت من الرَّب في الحياة الآتية. حينما نكون في حالة من التناغم مع مقاصد الله لزواجنا نحصد فرحًا واكتمالًا لشخصياتنا، ثالثًا: يؤدي سعينا إلى تتميم مشيئة الله في زواجنا إلى توفير حياة كريمة ومشبعة لأطفالنا، وأخيرًا فإن زيجات المؤمنين الناجحة تُعد شهادة حية للعالم الضائع تثبت له وجود الله غير المنظور عندما نحقق محبته ومشيئته في حياتنا.

الغرض الأول: على الزوج والزوجة أن يعكسا العلاقة التي تربط المسيح بالكنيسة

أ- على الزوج أن يرسم صورة لمحبة المسيح للكنيسة
“أَيُّهَا الرِّجَالُ، أَحِبُّوا نِسَاءَكُمْ كَمَا أَحَبَّ الْمَسِيحُ أَيْضًا الْكَنِيسَةَ وَأَسْلَمَ نَفْسَهُ لِأَجْلِهَا.” ( أفسس 25:5)
سيأتي عرض وافٍ لدور الرجل تحت عنوان [النموذج الإلهي للزواج]. علينا أن نلاحظ أن محبة الرجل لها مقياس سماوي. فالكتاب لم يقل: أحب زوجتك كم يحب جارك زوجته، ولَم يقل: تحب امرأتك كما كان أبوك يحب أمك. ولكنه يقول: تحب امرأتك كما أحب المسيح الكنيسة وقام بالتضحية من أجلها. بالطبع لا يمكن للأزواج أن يحبوا كما أحب المسيح إلَّا بمعونة إلهية. إنَّه حب سِمَته الأساسية هي “العطاء”، أو [البذل” وقد عرَّف أحدهم المحبة المسيحية لشريك الحياة فقال: “هو التزام تام بالسعي إلى تحقيق كل الخير الذي يريده الله للطرف الآخر على أكمل وجه]. وفِي الفصل القادم [قوَّة الله للزواج] سوف نكتشف المعونة الإلهية التي يحتاجها الزوج حتى يستطيع أن يحب بهذا الشكل.
ب- على الزوجة أن ترسم صورة الكنيسة في خضوعها للمسيح
“أَيُّهَا النِّسَاءُ اخْضَعْنَ لِرِجَالِكُنَّ كَمَا لِلرَّبِّ.” (أفسس 22:5)
وسيكون هناك عرض تام لدور الزوجة في فصل [النموذج الإلهي للزواج] ولكن الآن علينا أن نلاحظ أن خضوع الزوجة له بُعدان: بُعد عملي وبُعْد روحي.أما البُعد العملي فهو يعلن عن حقيقة أن الزواج هو مؤسسة صغيرة لها قائد معيّن، والترتيب الإلهي هو أن يكون زمام القيادة في يد الزوج، فحينما تخضع الزوجة لزوجها فإنَّها بذلك تظهر احترامها للقائد الذي اختاره الله بأن تخضع بإرادتها للسلطة المخوَّلة له. أما البُعد الروحي فإن الزوجة بخضوعها للزوج فهي تعكس نموذج الخضوع الذي يفترض أن تظهره عروس المسيح (الكنيسة) للعريس. الخضوع من المرأة يعبِّر عن احترام السلطة المعطاة من الله للرجل، واحترام التصميم الإلهي للزواج. والخضوع حسب المفهوم الكتابي ليس استجابة من المرأة لضغط يمارسه الزوج عليها، ولكنه فعل إرادي تقوم به من منطلق الطاعة والخضوع للرب. وواضح أن الزوجات أيضًا في حاجة إلى معونة إلهية حتى يستطعن أن يكن خاضعات لأزواجهن.(كل هذا سوف نناقشه في الفصل المعنون: [قوة الله للزواج]).
الكلمة المفتاحية الأولى هي: انعكاس


الغرض الثاني: على الزوج والزوجة أن يتجاوبا مع احتياجات بعضهما البعض
“وَأَخَذَ الرَّبُّ الْإِلهُ آدَمَ وَوَضَعَهُ فِي جَنَّةِ عَدْنٍ لِيَعْمَلَهَا وَيَحْفَظَهَا. وَأَوْصَى الرَّبُّ الْإِلهُ آدَمَ قَائِلًا: «مِنْ جَمِيعِ شَجَرِ الْجَنَّةِ تَأْكُلُ أَكْلًا، وَأَمَّا شَجَرَةُ مَعْرِفَةِ الْخَيْرِ وَالشَّرِّ فَلَا تَأْكُلْ مِنْهَا، لِأَنَّكَ يَوْمَ تَأْكُلُ مِنْهَا مَوْتًا تَمُوتُ». وَقَالَ الرَّبُّ الْإِلهُ: «لَيْسَ جَيِّدًا أَنْ يَكُونَ آدَمُ وَحْدَهُ، فَأَصْنَعَ لَهُ مُعِينًا نَظِيرَهُ.» (تكوين ١٥:٢-١٨)
أ- على الزوج والزوجة أن يتجاوبا مع احتياجات بعضهما لبعض في طريق خدمة الرب
يصف الوحي حواء بأنَّها معين لآدم، وهذا يطرح علينا سؤالًا: في أي دائرة كان آدم يحتاج إلى المساعدة؟ إنَّ القول بأنه كان في حاجة للمساعدة على طاعة الرَّب هو مثار جدل، ولكن واضح أنَّها كانت معينة لآدم في عمله، ففي هذا التوقيت كان آدم مسئولًا عن الاعتناء بجنة عدن وحفظها، وكان دور حواء أن تساعده هو في هذا العمل. وكانت بذلك معينة وشريكة في السلطان والنفوذ اللذين وهبهما الرَّب للإنسان حتى يسود كل الخليقة. لقد كان آدم وزوجته بمثابة ملك وملكة متوجين على خليقة الله. لقد كانا الممثلين له، المعيّنين من قِبَلِهِ، المخلوقين على شبهه وصورته ليكونا مسئولين عن إدارة الأرض. إن المساعدة على العمل في كرم الرَّب يجب أن تكون لها أولوية عظيمة في حياة كل زوجين.
«فَافْعَلُوا كُلَّ شَيْءٍ لِمَجْدِ اللهِ.» (1كورنثوس 31:10)
وحواء أيضًا توصف بأنها كانت معينة لآدم على العبادة. فقد كان آدم وحواء متسلطين على الخليقة ولكنهما كانا أيضًا تحت سلطة الله. والعبادة هي أن ننسب إلى الرب المجد والكرامة اللذين يستحقهما. وقد كان آدم وحواء يخدمان الرَّب في الجنة بطاعة كلمته. ونلاحظ أن كل الوصايا التي أوصى بها الرَّب آدم وحوّاء كانت إيجابية، مثل التسلُّط على الخليقة، والإثمار، وغيرها. وكانت هناك وصية واحدة سلبية هي عدم الأكل من شجرة معرفة الخير والشر. وكان آدم وحوّاء معًا يخدمان الرَّب بكونهما عاملين معًا، وعابدين معًا. وعلى كل زوج وزوجة أن يقدِّما محبتهما للرب على محبتهما بعضهما لبعض. وكلما عاشا حياة الخدمة المضحيّة للرب زاد ارتباطهما وزادت وحدتهما بعضهما مع بعض.
ب- على الزوج والزوجة أن يتجاوبا مع احتياجات بعضهما البعض للرفقة
لقد حكم الله ذاته بأن آدم لديه مشكلة، فقد كان وحيدًا، وكان كائنًا علاقاتيًّا لا يجد من يدخل معه في علاقة. وبعد تسمية الحيوانات لم يجد له شبيهًا يستطيع أن يصفه بأنه لحم من لحمه وعظم من عظامه. وكان الحل الإلهي أن ألقى الرَّب عليه سباتًا وأخذ واحدًا من أضلاعه وخلق له منها حواء. وعندما رأي آدم حواء هتف: هذِهِ الْآنَ (أخيرًا) عَظْمٌ مِنْ عِظَامِي وَلَحْمٌ مِنْ لَحْمِي. هذِهِ تُدْعَى امْرَأَةً لِأَنَّهَا مِنِ امْرِءٍ أُخِذَتْ.” (تكوين 32:2)
وصف الوحي حواء في سفر التكوين بأنها [المعين النظير] لآدم. الشخص الذي ينسجم ويتوافق معه. لقد صمَّم الله حواء لتحل مشكلة [وحدة] آدم، وفِي المقابل كان آدم حلًا لمشكلة [الوحدة لدى حواء]. لقد صمَّم الله الرجل والمرأة ليكونا رفيقين، وهذه الرفقة تعبِّر عن نفسها باتحاد روحي، وعاطفي، وجسدي في رباط يطلق عليه “الزواج”.
في كتاب بعنوان [احتياجاته واحتياجاتها] لويلارد هارلي قام الكاتب بلقاء عدد من الأزواج في الولايات المتحدة، وطرح على كل من الزوج والزوجة السؤال الآتي: ما هي الاحتياجات التي يريد كل طرف من شريك حياته أن يلبِّيها؟ ثم قام الكاتب بسرد الاحتياجات الخمسة الرئيسيّة للنساء، والاحتياجات الخمسة الرئيسيّة للرجال. وكانت الاحتياجات الخمسة الرئيسيّة للنساء هي: العاطفة، الحوار، الزوج يكون مصدر ثقة، الاستقرار المالي، والمساعدة في تربية الأطفال. وكانت احتياجات الرجال هي: الاحترام، الإشباع الجنسي، شريكة حياة مَرِحَة، سيدة منزل منظمة، زوجة تحافظ دائمًا على جمالها ومظهرها.

وقفة
برأيك ما هي الاحتياجات الخمسة الرئيسيّة لشريك حياتك؟
1- --------
2- --------
3- --------
4- --------
5- --------
ما هي الاحتياجات الخمسة الرئيسيّة التي تسعى إليها في زواجك؟
1- --------
2- --------
3- --------
4- --------
5- --------

ناقش إجاباتك مع شريك حياتك. ما هي التغييرات التي تحتاجها لتكون طريقة تلبيتك لاحتياجات شريك حياة أكثر فاعلية؟
الكلمة المفتاحية هنا هي التجاوب.

الهدف الثالث: على الزوج والزوجة أن يعملا معًا على تنشئة جيل يعرف الرب
“بَلْ كُنَّا مُتَرَفِّقِينَ فِي وَسَطِكُمْ كَمَا تُرَبِّي الْمُرْضِعَةُ أَوْلَادَهَا.”
(تسالونيكي الأولى ٧:٢)
“أَنْتُمْ شُهُودٌ، وَاللهُ، كَيْفَ بِطَهَارَةٍ وَبِبِرّ وَبِلَا لَوْمٍ كُنَّا بَيْنَكُمْ أَنْتُمُ الْمُؤْمِنِينَ. كَمَا تَعْلَمُونَ كَيْفَ كُنَّا نَعِظُ كُلَّ وَاحِدٍ مِنْكُمْ كَالْأَبِ لِأَوْلَادِهِ، وَنُشَجِّعُكُم.”
(تسالونيكي الأولى ١٠:٢-١١)
في هاتين الآيتين يتحدث الرسول بولس عن محبته إلى أهل تسالونيكي وكيف أنَّها محبة شديدة الشبه بمحبة الأبوين. في كلماته نجد تذكيرًا جميلًا بالتوجه الذي يفترض أن يكون عند الأبوين تجاه أبنائهما، نجد الحنان ونجد التوجيه والتعليم، نجد المحبة والدفء مقترنان بإيصال الحق. بكلمات أخرى، يحتاج الأولاد إلى علاقة مفعمة بالحب من الأبوين كأساس للاحترام والانفتاح على التوجيه. لقد خلق الله الرجل والمرأة ليشكّلا معًا بالأبوة والأمومة اكتمال الوالدية.
هناك ثلاثة مصطلحات تخص إنجاب الأطفال وتربيتهم هم: الاستقبال بشكر، التربية في الرب، الإطلاق للمستقبل.

المرحلة الأولى: الاستقبال
على كل زوجين أن يستقبلا ويرحبا بأطفالهما كهبة من الرَّب.
“هُوَذَا الْبَنُونَ مِيرَاثٌ مِنْ عِنْدِ الرَّبِّ، ثَمَرَةُ الْبَطْنِ أُجْرَةٌ.” (مزمور 3:127)
الأطفال هبة من عند الرَّب حتى ولو كانوا في بعض الأحيان يمثلون عبئًا على الوالدين. فمن أي جهة هم بركة من الرب؟ من جهات كثيرة على كل حال، إنَّهم يعكسون شبهنا، وقد صمَّمهم الله حتى يستقبلوا محبتنا ويردّوا عليها بالمثل.

المرحلة الثانية: التربية للرب
الأب والأم مطالبان بتربية أولادهما حتى يعرفوا الرَّب ويحبوه.
وَأَنْتُمْ أَيُّهَا الآبَاءُ، لاَ تُغِيظُوا أَوْلاَدَكُمْ، بَلْ رَبُّوهُمْ بِتَأْدِيبِ الرَّبِّ وَإِنْذَارِهِ.
(أفسس 4:6)
المرحلة الثالثة: الإطلاق
“لِذلِكَ يَتْرُكُ الرَّجُلُ أَبَاهُ وَأُمَّهُ وَيَلْتَصِقُ بِامْرَأَتِهِ وَيَكُونَانِ جَسَدًا وَاحِدًا.”
(تكوين ٢٤:٢)
يجب على الوالدين إطلاق سراح أولادهم نحو البلوغ
إنَّ إطلاق الابن الناضج أمر مهم جدًّا لتطوره من جهة علاقتين مهمتين جدًّا في حياته؛ علاقته بالرب أولًا وعلاقته بشريك الحياة في المستقبل. فإطلاق الابن يعطي له الفرصة حتى يختبر الاتِّكال الصحي على الرَّب بنفسه، فالاستقلال سوف يدفعه لتعلم الإيمان والثقة في الرَّب ليسدد احتياجاته بدلًا من الأب والأم، كذلك يساعد الاستقلال الأولاد المتزوجين حديثًا على أن يكونا عونًا لبعضهما البعض بدلًا من أسرتيهما. إنَّ الأسرة التي تحاول أن تتمسك بِالابْن الناضج هي في الحقيقة تدفعه للابتعاد عنها.
عندما يتم إطلاق الأولاد ماليًّا، وعاطفيًّا، وروحيًّا ينتفي مبدأ الاعتمادية على الوالدين. ومن هذا المنطلق تنشأ عَلى المدى البعيد علاقة صحية تخلو من أي استياء يأتي من جهة الأبناء أو تدخُّل من الأباء في حياة الأبناء.

وقفة
ما هي مقاصد الله الثلاثة من الزواج؟
الكلمات المفتاحية:

ا- انعكاس
ب- تجاوب
ج- تربية

ما هي الكلمات المفتاحية التي تصف المساندة المتبادلة بين الزوج والزوجة؟

1- شريك في العمل
2- شريك في العبادة
3- مرافقة
4- والدية

 

المجموعة: كتب روحية

logo

دورة مجانية للدروس بالمراسلة

فرصة نادرة تمكنك من دراسة حياة السيد المسيح، ودراسة حياة ورسائل بولس الرسول. عندما تنتهي من هاتين الدراستين تكون قد أكملت دراسة معظم أسفار العهد الجديد. تتألف كل سلسلة من ثلاثين درسًا. تُمنح في نهاية كل منها شهادة خاصة. للمباشرة بالدراسة، أضغط على خانة الاشتراك واملأ البيانات. 

صوت الكرازة بالإنجيل

Voice of Preaching the Gospel
PO Box 15013
Colorado Springs, CO 80935
Email: عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.
Fax & Tel: (719) 574-6075

عدد الزوار حاليا

56 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع

إحصاءات

عدد الزيارات
10648070