Voice of Preaching the Gospel

vopg

كتب روحية

فهرس المقال

الفصل الرابع
ما هي قوة الله للزواج؟

في ثقافات كثيرة أصبحت مؤسسة الزواج مهدَّدة بشكل كبير. ففي الولايات المتحدة على سبيل المثال خمسين بالمائة على الأقل من الزيجات التي تمت عام 2012 انتهت بالطلاق. كما أنَّ الأغلبية ممن هُم في سنِّ الزواج يفضّلون العلاقة غير الرسمية على علاقة الزواج. بالإضافة إلى أنَّ سبعين بالمائة من الأطفال يولدون الآن خارج إطار الزواج.
أما بالنسبة للمتزوجين فالكثير منهم يعترف أنَّه لا يشعر بالسعادة ولكنه مستمر في علاقة الزواج فقط لأسباب ثقافية، أو مالية، أو دينية.
فما الذي جعل الشيء الذي قصد الله أن يكون هبة حلوة منه يتحوَّل إلى عبء ثقيل يضجّ منه الناس؟ للإجابة على هذا السؤال يحتاج المرء إلى زيارة لجنة عدن، حيث المكان الذي تمت فيه أول زيجة في التاريخ.
“وَأَخَذَ الرَّبُّ الْإِلهُ آدَمَ وَوَضَعَهُ فِي جَنَّةِ عَدْنٍ.” (تكوين ١٥:٢)
لقد بدأ الزواج في جنة عدن نموذجيًّا، ثم تحول إلى محنة تحتاج إلى ترتيب جديد

أولًا، في البداية بدأ الزواج نموذجيًّا
(بمعنى أنه كان كاملًا وممتازًا)
عَكَس آدم وحواء صورة للزواج تتميز بالكمال والمثالية
أ- في البدء عكس آدم وحواء صورة الله بشكل تام
“فَخَلَقَ اللهُ الْإِنْسَانَ عَلَى صُورَتِهِ. عَلَى صُورَةِ اللهِ خَلَقَهُ. ذَكَرًا وَأُنْثَى خَلَقَهُمْ.” (تكوين ٢٧:١)
كان زواج آدم وحواء كاملًا لأنهما كانا كاملين أدبيًّا وأخلاقيًّا، لقد كانت محبتهما لبعضهما ثابتة، وكانا يخدمان بعضهما بطريقة مضحّية. كانا يتحدثان دائمًا بكلمات طيبة ومشجعة، لقد اختبرا وحدة كاملة مع بعضهما البعض كما اختبرا شركة كاملة مع الله.
ب- في البدء أطاع آدم وحواء الرَّب بشكل كامل
“وَبَارَكَهُمُ اللهُ وَقَالَ لَهُمْ: «أَثْمِرُوا وَاكْثُرُوا وَامْلأُوا الْأَرْضَ، وَأَخْضِعُوهَا، وَتَسَلَّطُوا عَلَى سَمَكِ الْبَحْرِ وَعَلَى طَيْرِ السَّمَاءِ وَعَلَى كُلِّ حَيَوَانٍ يَدِبُّ عَلَى الْأَرْضِ.»” (تكوين ٢٨:١)
“وَأَخَذَ الرَّبُّ الْإِلهُ آدَمَ وَوَضَعَهُ فِي جَنَّةِ عَدْنٍ لِيَعْمَلَهَا وَيَحْفَظَهَا.”
(تكوين ١٥:٢)
لقد وضع الله على عاتق آدم وحواء مسئولية تعظيم مواردهما وإمكانياتهما. كان عليهما أن يقوما بتنمية قدرتهما الإنجابية بملء الأرض من النسل. كان عليهما أن يديرا الموارد الطبيعية ويسودا على الخليقة الأرضية. وكان عليهما أن يُخضعا الحيوانات. ربما يشير إخضاع الحيوانات إلى ترويضها لأجل العمل، وهكذا نمُّو قدراتهما. فلاحة الجنة تشير إلى الجنة كانت في حاجة إلى الرعاية والاهتمام، وأنَّ بإمكان آدم وحواء أن ينمِّيا قدراتهما عن طريق العناية بالنباتات التي فيها.
“وَرَأَى اللهُ كُلَّ مَا عَمِلَهُ فَإِذَا هُوَ حَسَنٌ جِدًّا.” (أي مثالي) (تكوين ٣١:١)
ج- في البدء استقبل آدم حواء بحماس
“وَبَنَى الرَّبُّ الْإِلهُ الضِّلْعَ الَّتِي أَخَذَهَا مِنْ آدَمَ امْرَأَةً وَأَحْضَرَهَا إِلَى آدَمَ. فَقَالَ آدَمُ: «هذِهِ الْآنَ عَظْمٌ مِنْ عِظَامِي وَلَحْمٌ مِنْ لَحْمِي. هذِهِ تُدْعَى امْرَأَةً لِأَنَّهَا مِنِ امْرِءٍ أُخِذَتْ».” (تكوين ٢٢:٢-٢٣)
قبل أن يخلق الله حواء سمح أن يسمي آدم الحيوانات. بإمكاننا أن نفترض أنَّهم أتوا إلى آدم زوجين زوجين ذكرًا وأنثى. كل حيوان معه رفيقة الذي ينسجم معه من حيث الهيكل العظمي والنسيج اللحمي. ربما في أثناء مرورهم عليه بدأ ينمو بداخله الشعور بالوحدة. كان لكل واحد من هذه الكائنات أليف يشبهه، أما هو فلم يجد لنفسه شبيهًا. لنا أن نتخيل كم الفرح الذي شَعَرَ به آدم عندما رأى حواء. “فَقَالَ آدَمُ: «هذِهِ الْآنَ عَظْمٌ مِنْ عِظَامِي وَلَحْمٌ مِنْ لَحْمِي. هذِهِ تُدْعَى امْرَأَةً لِأَنَّهَا مِنِ امْرِءٍ أُخِذَتْ.»” (تكوين 23:2)
هذه هي الكلمات الأولى المسجلة للإنسان الأول آدم تعبِّر كلماته عن الإثارة، والحيوية، والرَّجاء. في الأصل العبري تأتي كلمة (هذه) ثلاث مرات: -1 (هذه الآن) -2 (هذه تُدعى) -3 (هذه من امرء). بكلمات أخرى: هذه هي التي كنت أتمنى أن أعثر عليها. وفِي العبرية يعني تعبير (هذه الآن) أنَّها أتت الآن بعد انتظار طويل. لا شك أنَّ آدم استقبل حواء بفيضان من الإثارة، وأنَّه رأى فيها الشريك الكامل له. في البدء كان الزواج الأول زواجًا (مثاليًّا).

ثانيًا، الزواج يتحوّل إلى محنة
خطية آدم وحواء شوَّهت لوحة الزواج الجميلة
أ- لقد أعدَّ الله اختبارًا ليمتحن به ولاء آدم وحواء وخضوعهما له
“وَأَخَذَ الرَّبُّ الْإِلهُ آدَمَ وَوَضَعَهُ فِي جَنَّةِ عَدْنٍ لِيَعْمَلَهَا وَيَحْفَظَهَا. وَأَوْصَى الرَّبُّ الْإِلهُ آدَمَ قَائِلًا: «مِنْ جَمِيعِ شَجَرِ الْجَنَّةِ تَأْكُلُ أَكْلًا، وَأَمَّا شَجَرَةُ مَعْرِفَةِ الْخَيْرِ وَالشَّرِّ فَلَا تَأْكُلْ مِنْهَا، لِأَنَّكَ يَوْمَ تَأْكُلُ مِنْهَا مَوْتًا تَمُوتُ».”
(تكوين ١٥:٢-١٧)
كان الامتحان هو أمر بالامتناع عن الأكل من شجرة معرفة الخير والشر.
لم يكن هذا الامتحان يمنعهم عن الأكل من جميع شجر الجنة.
كان هذا الامتحان بمثابة التذكير لآدم وحواء بأنَّهما خاضعان لسلطة أعلى. هي سلطة خالقهما.
كان هذا الامتحان بمثابة التذكير لآدم وحواء بأن الله هو مصدر حياتهما، ومصدر كل البركات التي يتمتعان بها.
كان الموت هو النتيجة الحتمية للفشل في هذا الامتحان.
كان هذا الامتحان يتطلب إِيمَانًا مطيعًا يؤدي إلى الحياة الأبدية.
ب- رسب آدم وحواء في الامتحان الإلهي
“وَكَانَتِ الْحَيَّةُ أَحْيَلَ جَمِيعِ حَيَوَانَاتِ الْبَرِّيَّةِ الَّتِي عَمِلَهَا الرَّبُّ الْإِلهُ، فَقَالَتْ لِلْمَرْأَةِ: «أَحَقًّا قَالَ اللهُ لَا تَأْكُلَا مِنْ كُلِّ شَجَرِ الْجَنَّةِ؟» فَقَالَتِ الْمَرْأَةُ لِلْحَيَّةِ: «مِنْ ثَمَرِ شَجَرِ الْجَنَّةِ نَأْكُلُ، وَأَمَّا ثَمَرُ الشَّجَرَةِ الَّتِي فِي وَسَطِ الْجَنَّةِ فَقَالَ اللهُ: لَا تَأْكُلَا مِنْهُ وَلَا تَمَسَّاهُ لِئَلَّا تَمُوتَا». فَقَالَتِ الْحَيَّةُ لِلْمَرْأَةِ: «لَنْ تَمُوتَا! بَلِ اللهُ عَالِمٌ أَنَّهُ يَوْمَ تَأْكُلَانِ مِنْهُ تَنْفَتِحُ أَعْيُنُكُمَا وَتَكُونَانِ كَاللهِ عَارِفَيْنِ الْخَيْرَ وَالشَّرَّ». فَرَأَتِ الْمَرْأَةُ أَنَّ الشَّجَرَةَ جَيِّدَةٌ لِلْأَكْلِ، وَأَنَّهَا بَهِجَةٌ لِلْعُيُونِ، وَأَنَّ الشَّجَرَةَ شَهِيَّةٌ لِلنَّظَرِ. فَأَخَذَتْ مِنْ ثَمَرِهَا وَأَكَلَتْ، وَأَعْطَتْ رَجُلَهَا أَيْضًا مَعَهَا فَأَكَلَ.” ( تكوين ١:٣-٦)
ج- تحذير الله من دخول الموت
الموت هو الانفصال عن حياة الله. بعد الأكل من الشجرة المحرَّمة دخل الموت. انفصل آدم وحواء على الفور عن الحياة التي وهبهما الله إيَّاها. انفصلا عن حياة القداسة الشخصية. انفصلا على الفور عن حياة الشركة الكاملة مع الله. وانفصلا على الفور عن حياة الزواج الكامل. انفصلا آدم وحواء على الفور عن حياة الوجود الأبدي على الأرض كنائبين عن الله للإشراف على الخليقة.
د- تسبب “الموت” الناتج عن العصيان في نتائج مدمرة
١- الخجل
بدأ آدم وحواء يشعران بالخجل مع بعضهما البعض، الأمرالذي لم يكن موجودًا من قبل.
“فانْفَتَحَتْ أَعْيُنُهُمَا وَعَلِمَا أَنَّهُمَا عُرْيَانَانِ. فَخَاطَا أَوْرَاقَ تِينٍ وَصَنَعَا لِأَنْفُسِهِمَا مَآزِرَ.” (تكوين ٧:٣)
بدأ آدم وحواء يشعران بالخجل تجاه خالقهما.
“وَسَمِعَا صَوْتَ الرَّبِّ الْإِلهِ مَاشِيًا فِي الْجَنَّةِ عِنْدَ هُبُوبِ رِيحِ النَّهَارِ، فَاخْتَبَأَ آدَمُ وَامْرَأَتُهُ مِنْ وَجْهِ الرَّبِّ الْإِلهِ فِي وَسَطِ شَجَرِ الْجَنَّةِ. فَنَادَى الرَّبُّ الْإِلهُ آدَمَ وَقَالَ لَهُ: «أَيْنَ أَنْتَ؟». فَقَالَ: «سَمِعْتُ صَوْتَكَ فِي الْجَنَّةِ فَخَشِيتُ، لِأَنِّي عُرْيَانٌ فَاخْتَبَأْتُ». فَقَالَ: «مَنْ أَعْلَمَكَ أَنَّكَ عُرْيَانٌ؟ هَلْ أَكَلْتَ مِنَ الشَّجَرَةِ الَّتِي أَوْصَيْتُكَ أَنْ لَا تَأْكُلَ مِنْهَا؟» (تكوين ٨:٣-١١)
٢- اللوم
بدأ آدم يلقي باللوم على امرأته التي أعطاه الله إياها.
“فَقَالَ آدَمُ: «الْمَرْأَةُ الَّتِي جَعَلْتَهَا مَعِي هِيَ أَعْطَتْنِي مِنَ الشَّجَرَةِ فَأَكَلْتُ.»
(تكوين ١٢:٣)
وراحت حواء تلقي باللوم بدورها على الحية التي خلقها الله.
“فَقَالَ الرَّبُّ الْإِلهُ لِلْمَرْأَةِ: «مَا هذَا الَّذِي فَعَلْتِ؟» فَقَالَتِ الْمَرْأَةُ: «الْحَيَّةُ غَرَّتْنِي فَأَكَلْتُ.» (تكوين ١٣:٣)
٣- الألم
أصبح على حواء أن تختبر الألم في الحمل والولادة
“وَقَالَ لِلْمَرْأَةِ: «تَكْثِيرًا أُكَثِّرُ أَتْعَابَ حَبَلِكِ، بِالْوَجَعِ تَلِدِينَ أَوْلَادًا.”
(تكوين ١٦:٣)
وأصبح محتومًا أن يختبرا الألم في زواجهما
“وَإِلَى رَجُلِكِ يَكُونُ اشْتِيَاقُكِ وَهُوَ يَسُودُ عَلَيْكِ.” (تكوين ١٦:٣)
اختلف مفسرو الكتاب المقدَّس حول مغزى العقاب الذي يحتوي عليه هذا الجزء. ويرى كاتب هذه السطور أنَّ الآية تحتوي على عقاب مزدوج لحواء، الجزء الأول يخص عملية الإنجاب وما سوف يصاحبها من ألم ومعاناة، أما الجزء الثاني فيخص علاقتها بزوجها ومفتاح فهمه كلمة “اشتياق”، فحواء بعد السقوط ستكون لديها رغبة ملحة (اشتياق) لتسود على آدم، ولكن النتيجة لن تكون كذلك، فهو الذي سيسود عليها. بكلمات أخرى سيشهد الزواج صراعًا على السلطة بين الزوجين، ولكن السيادة ستكون بيد الرجل في الزواج.
جدير بالذكر هنا أن كثيرين من غير المؤمنين يسيئون استخدام تلك السلطة ويعاملون زوجاتهم بطريقة تخلو من المحبَّة، وتتميز بالعنف والقسوة، وهذا أمر مؤسف حقًّا.
وأصبح على آدم أن يختبر الألم في سبيل الحصول على الخبز.
“وَقَالَ لِآدَمَ: «لِأَنَّكَ سَمِعْتَ لِقَوْلِ امْرَأَتِكَ وَأَكَلْتَ مِنَ الشَّجَرَةِ الَّتِي أَوْصَيْتُكَ قَائِلًا: لَا تَأْكُلْ مِنْهَا، مَلْعُونَةٌ الْأَرْضُ بِسَبَبِكَ. بِالتَّعَبِ تَأْكُلُ مِنْهَا كُلَّ أَيَّامِ حَيَاتِكَ. وَشَوْكًا وَحَسَكًا تُنْبِتُ لَكَ، وَتَأْكُلُ عُشْبَ الْحَقْلِ. بِعَرَقِ وَجْهِكَ تَأْكُلُ خُبْزًا.” (تكوين ١٧:٣-١٩)
لن تكون الأرض فيما بعد متعاونة مع الإنسان. بل أصبح عليه أن يتعب حتى يتغلَّب على الشوك والحسك اللذين سوف يزاحمان ما يزرعه. سيتطلب إحضار الخبز للمائدة من الآن عَرَقًا ودموعًا. لقد كانت عدن قبل السقوط تجود بأشهى الثمار مجانًا ودون حدود. ما كان عليه سوى تشذيب الشجر والتقاط الثمر. من الآن ستصبح الأرض شريكًا معاندًا للإنسان طوال حياته.
بدءًا من الآن سوف يختبر آدم وحواء الموت الجسدي.
“حَتَّى تَعُودَ إِلَى الْأَرْضِ الَّتِي أُخِذْتَ مِنْهَا. لِأَنَّكَ تُرَابٌ، وَإِلَى تُرَابٍ تَعُودُ.»
( تكوين ١٦:٣)
سوف يختبر آدم وحواء معاناة وألمًا أثناء ممارسة الوالدية
“وَلكِنْ إِلَى قَايِينَ وَقُرْبَانِهِ لَمْ يَنْظُرْ. فَاغْتَاظَ قَايِينُ جِدًّا وَسَقَطَ وَجْهُهُ. فَقَالَ الرَّبُّ لِقَايِينَ: «لِمَاذَا اغْتَظْتَ؟ وَلِمَاذَا سَقَطَ وَجْهُكَ؟ إِنْ أَحْسَنْتَ أَفَلَا رَفْعٌ؟ وَإِنْ لَمْ تُحْسِنْ فَعِنْدَ الْبَابِ خَطِيَّةٌ رَابِضَةٌ، وَإِلَيْكَ اشْتِيَاقُهَا وَأَنْتَ تَسُودُ عَلَيْهَا». وَكَلَّمَ قَايِينُ هَابِيلَ أَخَاهُ. وَحَدَثَ إِذْ كَانَا فِي الْحَقْلِ أَنَّ قَايِينَ قَامَ عَلَى هَابِيلَ أَخِيهِ وَقَتَلَهُ.” (تكوين ٥:٤-٨)

الخلاصة: [أجرة الخطية هي موت.]

ثالثًا، من خلال الإيمان بالمسيح فقط يمكن استعادة ما ضيّعه السقوط، وترميم ما دمَّرته الخطية
يمكن للوحة الزواج الجميلة أن تستعيد تألقها من خلال الإيمان بيسوع المسيح وقوة الروح القدس
أ- أعلن الله مسبقًا عن الشخص الذي سيبطل اللعنة التي حلَّت على الجنس البشري بسبب الخطية
“فَقَالَ الرَّبُّ الْإِلهُ لِلْحَيَّةِ: «لِأَنَّكِ فَعَلْتِ هذَا، مَلْعُونَةٌ أَنْتِ مِنْ جَمِيعِ الْبَهَائِمِ وَمِنْ جَمِيعِ وُحُوشِ الْبَرِّيَّةِ. عَلَى بَطْنِكِ تَسْعَيْنَ وَتُرَابًا تَأْكُلِينَ كُلَّ أَيَّامِ حَيَاتِكِ. وَأَضَعُ عَدَاوَةً بَيْنَكِ وَبَيْنَ الْمَرْأَةِ، وَبَيْنَ نَسْلِكِ وَنَسْلِهَا. هُوَ يَسْحَقُ رَأْسَكِ، وَأَنْتِ تَسْحَقِينَ عَقِبَهُ».” (تكوين ١٤:٣-١٥)
أعلن العهد الجديد أن يسوع المسيح هو نسل المرأة الذي سيسحق رأس الحية ولعنتها.
«... أُظْهِرَ ابْنُ اللهِ لِكَيْ يَنْقُضَ أَعْمَالَ إِبْلِيسَ.» (1يوحنا 3:8)
يقول [زلذيتش] و[كيل] في تفسيرهما لسفر التكوين:
“إذا كان الوعد يكتمل في المسيح وحقيقة أن الانتصار على الحية سيأتي من خلال نسل المرأة لا الرجل، فإن ذلك يحمل دلالة عميقة جدًا، فكأن الترتيب الإلهي للخلاص هو أنه كما أتى السقوط في الخطية ثم الموت بعده من خلال المرأة بعدما خدعتها الحية، فإن الخلاص سيأتي من خلال المرأة أيضًا. فيأتي المخلِّص من امرأة عذراء دون أب بشري ليحمل الخطية عن الجنس البشري ويحقق الانتصار النهائي على الشيطان.”
ب- أعد الله الشخص الذي سيبطل لعنة الخطية
“وَلكِنْ فِيمَا هُوَ مُتَفَكِّرٌ فِي هذِهِ الْأُمُورِ، إِذَا مَلَاكُ الرَّبِّ قَدْ ظَهَرَ لَهُ فِي حُلْمٍ قَائِلًا: «يَا يُوسُفُ ابْنَ دَاوُدَ، لَا تَخَفْ أَنْ تَأْخُذَ مَرْيَمَ امْرَأَتَكَ. لِأَنَّ الَّذِي حُبِلَ بِهِ فِيهَا هُوَ مِنَ الرُّوحِ الْقُدُسِ. فَسَتَلِدُ ابْنًا وَتَدْعُو اسْمَهُ يَسُوعَ. لِأَنَّهُ يُخَلِّصُ شَعْبَهُ مِنْ خَطَايَاهُمْ.» وَهذَا كُلُّهُ كَانَ لِكَيْ يَتِمَّ مَا قِيلَ مِنَ الرَّبِّ بِالنَّبِيِّ الْقَائِلِ: «هُوَذَا الْعَذْرَاءُ تَحْبَلُ وَتَلِدُ ابْنًا، وَيَدْعُونَ اسْمَهُ عِمَّانُوئِيلَ» الَّذِي تَفْسِيرُهُ: اَللهُ مَعَنَا.]”
(متى ٢٠:١-٢٣)
“وَأَمَّا الْآنَ فَقَدْ ظَهَرَ بِرُّ اللهِ بِدُونِ النَّامُوسِ، مَشْهُودًا لَهُ مِنَ النَّامُوسِ وَالْأَنْبِيَاءِ، بِرُّ اللهِ بِالْإِيمَانِ بِيَسُوعَ الْمَسِيحِ، إِلَى كُلِّ وَعَلَى كُلِّ الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ. لِأَنَّهُ لَا فَرْقَ. إِذِ الْجَمِيعُ أَخْطَأُوا وَأَعْوَزَهُمْ مَجْدُ اللهِ، مُتَبَرِّرِينَ مَجَّانًا بِنِعْمَتِهِ بِالْفِدَاءِ الَّذِي بِيَسُوعَ الْمَسِيحِ، الَّذِي قَدَّمَهُ اللهُ كَفَّارَةً بِالْإِيمَانِ بِدَمِهِ، لِإِظْهَارِ بِرِّهِ، مِنْ أَجْلِ الصَّفْحِ عَنِ الْخَطَايَا السَّالِفَةِ بِإِمْهَالِ اللهِ. لِإِظْهَارِ بِرِّهِ فِي الزَّمَانِ الْحَاضِرِ، لِيَكُونَ بَارًّا وَيُبَرِّرَ مَنْ هُوَ مِنَ الْإِيمَانِ بِيَسُوعَ.” (رومية ٣:٢١-٢٦)
ج- وعد الله بإبطال اللعنة عن كل من يضع إيمانه في المسيح يسوع
“لِأَنَّهُ هكَذَا أَحَبَّ اللهُ الْعَالَمَ حَتَّى بَذَلَ ابْنَهُ الْوَحِيدَ، لِكَيْ لَا يَهْلِكَ كُلُّ مَنْ يُؤْمِنُ بِهِ، بَلْ تَكُونُ لَهُ الْحَيَاةُ الْأَبَدِيَّةُ.” (يوحنا ١٦:٣)
-1 من خلال يسوع المسيح يمكن لنا أن نتحرَّرمن عقوبة الخطية.
“إِذًا لَا شَيْءَ مِنَ الدَّيْنُونَةِ الْآنَ عَلَى الَّذِينَ هُمْ فِي الْمَسِيحِ يَسُوعَ، السَّالِكِينَ لَيْسَ حَسَبَ الْجَسَدِ بَلْ حَسَبَ الرُّوحِ. لِأَنَّ نَامُوسَ رُوحِ الْحَيَاةِ فِي الْمَسِيحِ يَسُوعَ قَدْ أَعْتَقَنِي مِنْ نَامُوسِ الْخَطِيَّةِ وَالْمَوْتِ.” (رومية ١:٨-٢)
-2 من خلال يسوع المسيح يمكن لنا أن نتحرَّر من قوة الخطية.
“إِذًا لَا تَمْلِكَنَّ الْخَطِيَّةُ فِي جَسَدِكُمُ الْمَائِتِ لِكَيْ تُطِيعُوهَا فِي شَهَوَاتِهِ، وَلَا تُقَدِّمُوا أَعْضَاءَكُمْ آلَاتِ إِثْمٍ لِلْخَطِيَّةِ، بَلْ قَدِّمُوا ذَوَاتِكُمْ للهِ كَأَحْيَاءٍ مِنَ الْأَمْوَاتِ وَأَعْضَاءَكُمْ آلَاتِ بِرّ للهِ.” ( رومية ١٢:٦-١٣)
-3 من خلال يسوع المسيح يمكننا أن نتحرَّر من حضور الخطية.
تحدث الرَّب يسوع إلى تلاميذه وأعطاهم هذا الوعد:
“فِي بَيْتِ أَبِي مَنَازِلُ كَثِيرَةٌ، وَإِلَّا فَإِنِّي كُنْتُ قَدْ قُلْتُ لَكُمْ. أَنَا أَمْضِي لِأُعِدَّ لَكُمْ مَكَانًا، وَإِنْ مَضَيْتُ وَأَعْدَدْتُ لَكُمْ مَكَانًا آتِي أَيْضًا وَآخُذُكُمْ إِلَيَّ، حَتَّى حَيْثُ أَكُونُ أَنَا تَكُونُونَ أَنْتُمْ أَيْضًا.” (يوحنا ٢:١٤-٣)

رابعًا، من خلال يسوع المسيح أصبح بإمكاننا أن نحصل بالإيمان على احتياجنا الشخصي للغفران
أ- أن يضع الإنسان إيمانه في الرَّب يسوع المسيح؛ هذا قرار شخصي
“وَأَمَّا كُلُّ الَّذِينَ قَبِلُوهُ فَأَعْطَاهُمْ سُلْطَانًا أَنْ يَصِيرُوا أَوْلَادَ اللهِ، أَيِ الْمُؤْمِنُونَ بِاسْمِهِ. اَلَّذِينَ وُلِدُوا لَيْسَ مِنْ دَمٍ، وَلَا مِنْ مَشِيئَةِ جَسَدٍ، وَلَا مِنْ مَشِيئَةِ رَجُل، بَلْ مِنَ اللهِ.” (يوحنا ١٢:١-١٣)
ب- أن تضع إيمانك في الرَّب يسوع المسيح يعني أنَّك تثق في عمله هو وليس عملك أنت
“لِأَنَّكُمْ بِالنِّعْمَةِ مُخَلَّصُونَ، بِا\لْإِيمَانِ، وَذلِكَ لَيْسَ مِنْكُمْ. هُوَ عَطِيَّةُ اللهِ. لَيْسَ مِنْ أَعْمَال كَيْلَا يَفْتَخِرَ أَحَدٌ.” (أفسس ٨:٢-٩)
ج- أن تضع تضع إيمانك بالرب يسوع المسيح يعني الإقرار بأنه هو الطريق للخلاص
“لِأَنَّ أُجْرَةَ الْخَطِيَّةِ هِيَ مَوْتٌ، وَأَمَّا هِبَةُ اللهِ فَهِيَ حَيَاةٌ أَبَدِيَّةٌ بِالْمَسِيحِ يَسُوعَ رَبِّنَا.” (رومية 23:6)
“قَالَ لَهُ يَسُوعُ: [أَنَا هُوَ الطَّرِيقُ وَالْحَقُّ وَالْحَيَاةُ. لَيْسَ أَحَدٌ يَأْتِي إِلَى الْآبِ إِلَّا بِي.]” (يوحنا ٦:١٤)
أن تضع إيمانك في يسوع يعني أيضًا أن تقبل الإنجيل على أنَّه الحق.
“وَأُعَرِّفُكُمْ أَيُّهَا الْإِخْوَةُ بِالْإِنْجِيلِ الَّذِي بَشَّرْتُكُمْ بِهِ، وَقَبِلْتُمُوهُ، وَتَقُومُونَ فِيهِ، وَبِهِ أَيْضًا تَخْلُصُونَ، إِنْ كُنْتُمْ تَذْكُرُونَ أَيُّ كَلَامٍ بَشَّرْتُكُمْ بِهِ. إِلَّا إِذَا كُنْتُمْ قَدْ آمَنْتُمْ عَبَثًا! فَإِنَّنِي سَلَّمْتُ إِلَيْكُمْ فِي الْأَوَّلِ مَا قَبِلْتُهُ أَنَا أَيْضًا: أَنَّ الْمَسِيحَ مَاتَ مِنْ أَجْلِ خَطَايَانَا حَسَبَ الْكُتُبِ، وَأَنَّهُ دُفِنَ، وَأَنَّهُ قَامَ فِي الْيَوْمِ الثَّالِثِ حَسَبَ الْكُتُبِ.” (كورنثوس الأولى ١:١٥-٤)

وقفة
إن لم تكن قد قبلت الرَّب يسوع مخلِّصًا شخصيًّا لحياتك وتريد الآن أن ترجع إليه وتطلب منه أن يهبك غفرانًا لخطاياك ويعطيك ضمان الحياة الجديدة، يمكنك أن تفعل ذلك الآن من خلال صلاة إيمان بسيطة.
[ربَّنا يسوع المسيح، أشكرك لأنك قد مُتَّ على الصليب بدلًا مني. أعترف يا رب بأنني خاطيء لا أستحق نعمتك. أثق يا رب أنَّك دفعت أجرة خطاياي بموتك. أثق أنَّك تستطيع أن تعطيني الغفران، والحياة الجديدة بقوة قيامتك. يا رب يسوع ارحمني أنا الخاطئ وسامحني على كل خطاياي التي اقترفتها ضدك. يا رب هبني حياة أبدية بواسطة سُكْنَى روحك في داخلي. أشكرك يا رب يسوع. آمين.]
كأبناء للرب نحن في حاجة إلى غذاء روحي وإلى التدريب حتى ننمو أصحَّاء. كلمة الرَّب هي غذاؤنا، وعمل الرَّب هو ساحة التدريب بالنسبة لنا. يقول الكتاب في رسالة يعقوب: “إيمان بدون أعمال ميّت. ” (يعقوب 26:2) لذلك نحن بحاجة إلى التغذي على كلمة الرَّب وطاعة وصاياه. وفِي أثناء السماع والطاعة نحن نتغيَّر بالتدريج لنكون أكثر شبهًا بالرب يسوع المسيح. وفي أثناء نمونا إلى شبه الرَّب يسوع المسيح سوف نرى نموًّا في وحدتنا الزوجية. إن محبة الله الطاهرة الموصوفة في الأصحاح 13 من رسالة كورنثوس الأولى أصبح في مقدورنا أن نحياها من خلال الامتلاء بالروح القدس. والمخطط التالي قد يساعدك على دراسة كلمة الرَّب بطريقة فعالة.

-1 صَلِّ دائمًا قبل أن تبدأ دراستك للكلمة ليعطيك الرَّب معونة ويعطيك بصيرة لتفهم كلمته.
-2 اقرأ أكثر من مقطع، واقرأ بترتيب. إذا كنت في بداية إيمانك يمكنك أن تبدأ بقراءة إنجيل يوحنا أو رسالة أفسس.
-3 يمكنك إعادة القراءة حتى تشعر أن هناك آية معينة يريدك الروح القدس أن تركز عليها حيث يريد الرَّب أن يكلمك من خلالها بخصوص احتياج معيّن، أو يريدك أن تتأمل الحق المعلن من خلالها.
-4 انسخ تلك الآية على ورقة مستقلة واقضِ وقتًا في تأملها، اكتبها بخط يدك أكثر من مرة، واكتب المعنى الذي تحمله الآية بكلماتك الخاصة.
-5 اكتب بخط يدك تطبيقًا للآية التي قضيت وقتًا في تأملها. قد يركز التطبيق الذي سوف تكتبه على جانب واحد أو جوانب مختلفة من كلمة الله. قد يركز على “وعد لتعلن إيمانك به” أو “وصية لتطيعها” أو “خطية لتعترف بها” أو “طبيعة في الرَّب تدعوك للتسبيح” أو “صلاة لتصليها”.
-6 اطلب من الرَّب أن يساعدك على أن تحيا ما قد تعلّمته من الكلمة.
-7 أخبِر شخصًا بما قد استفدته من الكلمة مشجعًا إياه بها.
لتكن كلمة الرَّب هي “الخبز اليومي” لروحك.

خامسًا، الروح القدس الساكن فينا هو الذي يمدنا بالقوة الكافية لنعيش الحياة الجديدة

أ- لأن الروح القدس هو أحد أقانيم اللاهوت الثلاثة
المساواة بين الأقانيم الثلاثة تظهر بوضوح عن طريق (الاسم) الذي يُعلن أثناء المعمودية.
“فَاذْهَبُوا وَتَلْمِذُوا جَمِيعَ الْأُمَمِ وَعَمِّدُوهُمْ بِاسْمِ الْآب وَالْابْنِ وَالرُّوحِ الْقُدُسِ.”
(متى 19:28)
ب- الروح القدس مُرسل من السماء ليفعِّل فينا تلك الحياة الجديدة في المسيح
“وَأَنَا أَطْلُبُ مِنَ الْآبِ فَيُعْطِيكُمْ مُعَزِّيًا آخَرَ لِيَمْكُثَ مَعَكُمْ إِلَى الْأَبَدِ، رُوحُ الْحَقِّ الَّذِي لَا يَسْتَطِيعُ الْعَالَمُ أَنْ يَقْبَلَهُ، لِأَنَّهُ لَا يَرَاهُ وَلَا يَعْرِفُهُ، وَأَمَّا أَنْتُمْ فَتَعْرِفُونَهُ لِأَنَّهُ مَاكِثٌ مَعَكُمْ وَيَكُونُ فِيكُمْ.” (يوحنا ١٦:١٤-١٧)
الروح القدس يعمل في المؤمنين على الأرض إلى اللحظة التي يجتمعون فيها مع الرَّب في السماء.
فهو يدعى “معينًا”.
ويدعى “روح الحق”.
وهو يبقى مع المؤمنين إلى الأبد.
وهو يسكن في كل مؤمن.
ج- الروح القدس هو المصدر الذي يمدّنا بالقوة اللازمة حتى نستطيع أن نحيا بالشكل الذي يرضي الرب
لقد وعد يسوع تلاميذه بأن يرسل لهم “الآخر” الذي سيمدهم بالقوة ليقوموا بالعمل الذي يريده منهم ويتمِّموا مشيئته على الأرض.
“... لكِنَّكُمْ سَتَنَالُونَ قُوَّةً مَتَى حَلَّ الرُّوحُ الْقُدُسُ عَلَيْكُمْ، وَتَكُونُونَ لِي شُهُودًا فِي أُورُشَلِيمَ وَفِي كُلِّ الْيَهُودِيَّةِ وَالسَّامِرَةِ وَإِلَى أَقْصَى الْأَرْضِ.»
(أعمال الرسل ٨:١)
تأمل الفرق بين الدراجة الهوائية والدراجة النارية. الدراجة الهوائية لكي تسير تتطلب منا مجهودًا بدنيًّا على حسب قدرتنا. أما الدراجة النارية فتعتمد على قوة محرِّكها. كذلك الحياة بقوة الروح القدس تمكِّننا من تتميم مشيئة الله، والعيش لمجد الله في المسيح بشكل أكثر اكتمالًا من الاعتماد على قوتنا الذاتية.
د- عدم الطاعة يُعدُّ تجاهلًا لقوة الروح القدس
-1 الروح القدس يحزن بسبب عدم الطاعة.
“وَلَا تُحْزِنُوا رُوحَ اللهِ الْقُدُّوسَ الَّذِي بِهِ خُتِمْتُمْ لِيَوْمِ الْفِدَاءِ.”
(أفسس ٣٠:٤)
-2 الروح القدس ينطفئ بسبب عدم الطاعة.
“لَا تُطْفِئُوا ا\لرُّوحَ.] (تسالونيكي الأولى ١٩:٥)
ه - الروح القدس ينطلق في جو الخضوع الإرادي
“فَانْظُرُوا كَيْفَ تَسْلُكُونَ بِالتَّدْقِيقِ، لَا كَجُهَلَاءَ بَلْ كَحُكَمَاءَ، مُفْتَدِينَ الْوَقْتَ لِأَنَّ الْأَيَّامَ شِرِّيرَةٌ. مِنْ أَجْلِ ذلِكَ لَا تَكُونُوا أَغْبِيَاءَ بَلْ فَاهِمِينَ مَا هِيَ مَشِيئَةُ الرَّبِّ. وَلَا تَسْكَرُوا بِالْخَمْرِ الَّذِي فِيهِ الْخَلَاعَةُ، بَلِ امْتَلِئُوا بِالرُّوحِ، مُكَلِّمِينَ بَعْضُكُمْ بَعْضًا بِمَزَامِيرَ وَتَسَابِيحَ وَأَغَانِيَّ رُوحِيَّةٍ، مُتَرَنِّمِينَ وَمُرَتِّلِينَ فِي قُلُوبِكُمْ لِلرَّبِّ.] (أفسس ١٥:٥-١٩)
الامتلاء بالروح القدس يتناقض تمامًا مع السُّكر بالخمر. عندما يسكر شخص ما فهو في هذه الحالة واقع تحت تأثير المادة التي تناولها. يقدِّم العالم الكثير من المشروبات، والمخدرات، وأنواع من الإدمان يمكن أن نُجرَّب بالانجرار إليها بحثًا عن سعادة مؤقتة. ولكن في حقيقة الأمر كل هذه تدمِّر أجسادنا، وأخلاقنا، وعلاقاتنا. التأثير الوحيد الذي يمكن أن نثق في سيطرته علينا هو تأثير الروح القدس. فهو كامل، ولا يأتي إلَّا بالأمور الجيدة للذين يعلنون ثقتهم فيه من خلال قراراتهم وسلوكياتهم في حياتهم اليومية.
و- الروح القدس هو مصدر السلوكيات والتوجهات التي تظهر الشبه بالمسيح
“وَإِنَّمَا أَقُولُ: اسْلُكُوا بِالرُّوحِ فَلَا تُكَمِّلُوا شَهْوَةَ الْجَسَدِ.” (غلاطية ١٦:٥)
“وَأَمَّا ثَمَرُ الرُّوحِ فَهُوَ: مَحَبَّةٌ فَرَحٌ سَلَامٌ، طُولُ أَنَاةٍ لُطْفٌ صَلَاحٌ، إِيمَانٌ وَدَاعَةٌ تَعَفُّفٌ. ضِدَّ أَمْثَالِ هذِهِ لَيْسَ نَامُوسٌ. وَلكِنَّ الَّذِينَ هُمْ لِلْمَسِيحِ قَدْ صَلَبُوا الْجَسَدَ مَعَ الْأَهْوَاءِ وَالشَّهَوَاتِ إِنْ كُنَّا نَعِيشُ بِالرُّوحِ، فَلْنَسْلُكْ أَيْضًا بِحَسَبِ الرُّوحِ. لَا نَكُنْ مُعْجِبِينَ نُغَاضِبُ بَعْضُنَا بَعْضًا، وَنَحْسِدُ بَعْضُنَا بَعْضًا.] (غلاطية ٢٢:٥-٢٦)

ملخص

من خلال الإيمان بربنا يسوع المسيح نستطيع أن نتمِّم غرض الله لزواجنا.
“إِذًا إِنْ كَانَ أَحَدٌ فِي الْمَسِيحِ فَهُوَ خَلِيقَةٌ جَدِيدَةٌ: الْأَشْيَاءُ الْعَتِيقَةُ قَدْ مَضَتْ، هُوَذَا الْكُلُّ قَدْ صَارَ جَدِيدًا.” (كورنثوس الأولى ١٧:٥)

-1 قوة الروح القدس تعطينا القدرة على أن نعكس علاقة المسيح بكنيسته من خلال زواجنا. “كُونُوا مُتَمَثِّلِينَ بِاللهِ كَأَوْلَادٍ أَحِبَّاءَ.” (أفسس ١:٥)
-2 قوة الروح القدس تمكِّننا من التجاوب مع احتياجات بَعضنا البعض.
“وَاسْلُكُوا فِي الْمَحَبَّةِ كَمَا أَحَبَّنَا الْمَسِيحُ أَيْضًا وَأَسْلَمَ نَفْسَهُ لِأَجْلِنَا، قُرْبَانًا وَذَبِيحَةً للهِ رَائِحَةً طَيِّبَةً.” (أفسس ٢:٥)
-3 قوة الروح القدس تمكننا من تربية جيل يمجِّد الرب.
“وَأَنْتُمْ أَيُّهَا الْآبَاءُ، لَا تُغِيظُوا أَوْلَادَكُمْ، بَلْ رَبُّوهُمْ بِتَأْدِيبِ الرَّبِّ وَإِنْذَارِهِ.” (أفسس ٤:٦)

المجموعة: كتب روحية

logo

دورة مجانية للدروس بالمراسلة

فرصة نادرة تمكنك من دراسة حياة السيد المسيح، ودراسة حياة ورسائل بولس الرسول. عندما تنتهي من هاتين الدراستين تكون قد أكملت دراسة معظم أسفار العهد الجديد. تتألف كل سلسلة من ثلاثين درسًا. تُمنح في نهاية كل منها شهادة خاصة. للمباشرة بالدراسة، أضغط على خانة الاشتراك واملأ البيانات. 

صوت الكرازة بالإنجيل

Voice of Preaching the Gospel
PO Box 15013
Colorado Springs, CO 80935
Email: عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.
Fax & Tel: (719) 574-6075

عدد الزوار حاليا

618 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع

إحصاءات

عدد الزيارات
10647173